الفصل الرابع
في بيان نبذ ممّا ورد في اختلاف الاُمم السّالفة وتفرّقها عقيب أنبيائها من بعد ما جاءهم العلم إلى فِرَق كثيرة ، وأنّ فرقة واحدة منها ناجية والباقون هالكون ، مع بيان شرذمة من مذاهب تلك الفِرَق ، وتوضيح كون كلّ اختلافها بسبب متابعة الأهواء والآراء ، وفيه أيضاً ما اشتمل من الأخبار على تفرّق هذه الاُمّة إلى نيّف وسبعين أيضاً ، وكون واحدة منها ناجية ، وبعض علائم الناجية ، ولكن تشخيص الناجية في الفصل الآتي ؛ لكونه موضوعاً لذلك ، وإنّما سبب ذكر الأخبار هاهنا تضمّنها تفرّق الاُمم أيضاً .
فاعلم أنّ علماء الإسلام قاطبة اتّفقوا على أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «افترقت اُمَّة موسى عليهالسلام على إحدى وسبعين فرقة كلّها في النار إلاّ واحدة ، وافترقت اُمَّة عيسى عليهالسلام على اثنتين وسبعين فرقة كلّها في النار إلاّ واحدة ، وستفترق اُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النار إلاّ واحدة» ، وقد رواه كلّ من المؤالف والمخالف بأسانيد كثيرة متضافرة ، بحيث لم يوجد له منكر ، بل يدلّ على أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ذكره في مواضع عديدة ، وأنّه لأجل هذا ورد بأنحاء من التعبير ، وبعض زيادات في بعض الروايات ، ولنبيّن نبذاً منها :
فالّذي ذكره الشيعة في بعض رواياتهم من أئمّتهم المعلومين عليهمالسلام