ويؤيّد توجيهه المذكور أخبار ( التمسّك ) (١) بالثقلين ، وما ذكره ابن حجر ، حيث ارتكب مثل هذا التخصيص في قوله صلىاللهعليهوآله : «النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لاُمّتي» (٢) ، فقال : الظاهر أنّ المراد بأهل البيت الذين هم أمانٌ علماؤهم ؛ لأنّهم الذين يهتدى بهم كالنجوم (٣) ، فافهم .
واعلم أيضاً أنّ ظاهر التعبير أن لا نجاة لغير تلك الفرقة مطلقاً ، كما هو المتبادر من تعليق صفة النجاة على الواحدة ؛ إذ لو نجا أحد من الِفَرق ولو بعد حين ، لصدق عليه الناجي أيضاً ، فنفي ذلك عن الباقين يدلّ على خلودهم ، وهو مفاد صريح ما ثبت عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام من : «أنّ مَن أنكر ولو واحداً من الأوصياء المعلومين فهو كافر مشرك مخلّد في النار» (٤) ؛ حيث (٥) استدلّ الإمام عليهالسلام على ذلك بقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ ) إلى قوله : ( هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) (٦) ، وسيأتي في الفصل الآتي ما يدلّ على أنّ سائر الفرق كلّهم ممّن أنكر ولو بعض الأوصياء .
ومعلوم أيضاً أنّ كلمة الشهادتين إنّما تنفع بشروطها ، وأعظم شروطها الإقرار بإمامة الأئمّة المعصومين كلّهم ، كما هو مفاد حديث : «من مات ولم
__________________
(١) في «س» و«ش» و«ن» : «الأمر بالتمسّك» .
(٢) علل الشرائع : ١٢٣ / ١ باب ١٠٣ ، كمال الدين ١ : ٢٠٥ / ١٨ و١٩ ، كفاية الأثر : ٢١٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٠ : ٢٠ / ٤٦٣٠ ، الجامع الصغير ٢ : ٦٨٠ / ٩٣١٣ .
(٣) الصواعق المحرقة ٢ : ٤٤٥ ـ ٤٤٦ .
(٤) انظر : الاعتقادات للصدوق : ١٠٤ / ٣٨ ، (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٥) ، وبحار الأنوار ٢٣ : ٩٧ / ٤ و٥ .
(٥) في «س» و«ش» و«م» : «حتّى» بدل «حيث» ، وما أثبتناه من «ن» .
(٦) سورة البقرة ٢ : ٢٥٧ .