في جميع المسائل يجب أن يكون مع فرقة واحدة .
قال : وإنّما عرفنا هذا بالتتبّع ، وعنه أخبر التنزيل في قوله تعالى : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) (١) ، وأخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله حيث قال : «ستفترق اُمّتي . . .» (٢) ، الخبر ، وقال صلىاللهعليهوآله : «لا تزال طائفة من اُمّتي ظاهرين على الحقّ إلى يوم القيامة» (٣) ، وقال صلىاللهعليهوآله : «لا تجتمع اُمّتي على الضلالة» (٤) (٥) . انتهى كلامه . ولا يخفى متانته ، فلا تغفل .
وإذ قد عرفت هذا ، فاعلم أنّا قد بيّنّا سابقاً ـ لا سيّما في الفصل الثاني من هذا الباب والفصل الأخير من الباب السابق ـ أنّ مناط اختلاف (٦) اليهود والنصارى ـ بل سائر الاُمم ـ كان على الاعتماد بالرأي وترك متابعة الأوصياء الحافظين لشرائعهم ، حيث تبيّن أنّ سبب الضلالة في كلّ طائفة ، إنّما هو الاعتماد على الرأي ، حتّى أنّا ذكرنا في الفصل الأخير من الباب السابق
__________________
(١) سورة الأعراف ٧ : ١٨١ .
(٢) الخصال : ٥٨٥ / ١١ ، كفاية الأثر : ١٥٥ ، الصراط المستقيم ٢ : ١٠١ ، مسند أحمد ٢ : ٦٣٦ / ٨١٩٤ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٣٢١ ـ ١٣٢٢ / ٣٩٩١ ـ ٣٩٩٣ ، سنن أبي داوُد ٤ : ١٩٧ / ٤٥٩٦ ، مسند أبي يعلى ١٠ : ٣١٧ / ٥٩١٠ ، و٣٨١ / ٥٩٧٨ ، المستدرك للحاكم ١ : ٦ و١٢٨ .
(٣) الصراط المستقيم ٣ : ٨٧ ، غوالي اللآلئ ٤ : ٦٢ / ١٣ ، سنن الدارمي ٢ : ٢١٣ ، صحيح مسلم ٣ : ١٥٢٣ / ١٩٢٠ ، المستدرك للحاكم ٤ : ٤٤٩ ، السنن الكبرى ٩ : ٢٢٦ ، الجامع الصغير ٢ : ٧٣٤ / ٩٧٧٤.
(٤) تحف العقول : ٤٥٨ ، الاحتجاج ٢ : ٤٨٧ ـ ٤٨٨ / ٣٢٨ ، مسند أحمد ٧ : ٥٤٤ / ٢٦٦٨٢ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٣٠٣ / ٣٩٥٠ ، سنن الترمذي ٤ : ٤٦٦ / ٢١٦٧ ، المستدرك للحاكم ١ : ١١٥ و١١٦ ، المعجم الكبير ٢ : ٢٨٠ / ٢١٧١ ، وفيها بتفاوت .
(٥) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٣ .
(٦) في «م» زيادة : «مذاهب» .