معترفون بما في التوراة من البشارة بنبيٍّ بعد موسى عليهالسلام هو الكوكب المضيء الذي يشرق الأرض بنوره ، وإنّما اختلافهم في تعيينه وأنّه من هو؟
وفي روايات صحيحة عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، وما صرّح به العالم الذي أسلم من أهل الكتاب ، وصنّف كتاباً كبيراً في مذاهب اليهود والنصارى ردّاً عليهم : أنّ الفرقة المحقّة من اليهود كانوا ـ لم يزل بعد موسى ـ تابعين ليوشع عليهماالسلام وصيّه ، من غير مدخليّة أحد معه ، وبعد يوشع تبعوا وصيّه شبّر بن هارون ، ثمّ شبيراً أخاه بوصيّته ، ثمّ واحداً بعد واحد من نسل شبير ، كلّ ذلك بوصيّة موسى ويوشع عليهماالسلام إلى بعث عيسى عليهالسلام .
وقال : إنّ أصل التوراة كانت عندهم فسلّموها مع سائر صحف الأنبياء بيد عيسى عليهالسلام ، وكذا ذكر الرجل .
ويظهر من أخبار آل محمّد صلىاللهعليهوآله أيضاً أنّ الفرقة المحقّة من النصارى تبعوا بعد عيسى وصيّه شمعون بن حمون من دون إدخال غيره معه ، ثمّ هلمّ جرّاً كانوا تبعاً للأوصياء واحداً بعد واحد إلى أن انتهت الوصاية إلى آخرهم ، وهو خالد بن حنظلة (١) ، فكان في زمانه بعثة النبيّ صلىاللهعليهوآله فسلّمه الكتب والصحف وآمن به ، بل الذي يظهر ـ كما سيأتي في فصل الوصاية ـ أنّ هذه الحالة كانت من زمان شيث بن آدم ووصيّه .
وكذا يظهر وقد ذكر هذا العالِم أيضاً (٢) أنّ هؤلاء الأوصياء كلّهم ـ بل أتباعهم أيضاً ـ كانوا يخفون أمرهم عن مخالفيهم وجبّاري أزمنتهم ؛ حيث إنّ الدنيا والدولة والكثرة كانت معهم ؛ ولهذا لمّا أسلم هذا العالِم اختار
__________________
(١) لم نعثر على ترجمة له .
(٢) كلمة «أيضاً» لم ترد في «م» .