الفصل الخامس
في بيان ما أشرنا إليه سابقاً من اختلاف هذه الاُمَّة أيضاً ، حتّى من بدو الأمر إلى فِرَق أزيد من سابقيهم ، وأنّ كلّهم هالكون إلاّ فرقة واحدة فإنّها ناجية .
مع تبيين ما ورد من كونها «طائفة لا تزال ظاهرين على الحقّ» (١) لا يضرّهم خذلان من خذلهم ، لا يكفرون ولا يرتدّون إلى يوم القيامة ، وأنّ بهم يتحقّق معنى ما ورد في هذه الاُمّة من أنّها «لا تجتمع على الخطأ والضلال» (٢) ومع توضيح أنّ أهل البيت عليهمالسلام منها بل إنّهم أساسها .
ثمّ بيان جمّة مذاهب هذه الاُمّة لا سيّما في الأئمّة ، وأنّ أصل سبب هذه المفاسد كلّها متابعة الآراء والأهواء ، وذكر شيء من وجوه تشابه هؤلاء بسابقيهم ، فإنّ أكثرها قد ذكرت سابقاً ، وفيه أيضاً توضيح ما يختصّ به الإماميّة الاثنا عشريّة من الاقتصار على التمسّك بما ورد عن اللّه وترك الاعتماد على ما سوى ذلك ، أيّ شيء كان .
اعلم أنّه قد تقدّم ـ لا سيّما في الأوّل والثاني من فصـول هـذا الباب ورابعها ـ ما دلّ صريحاً على اختلاف هذه الاُمّة . هذا ، مع عدم الشكّ في
__________________
(١ و٢) تقدّم تخريج الروايتين في ص ٢٢٦ ، هامش (٣) و(٤) .