الذي يأتي ، فنقول : إنّ هذه الاُمّة ينقسمون أوّلاً إلى قسمين :
أحدهما : ـ وعليه الأكثرون ، بل عامّة الاُمّة ـ قوم يقولون : إنّ الإمام بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله هو أبو بكر ثمّ عمر .
وثانيهما : الذين يقولون : إنّه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام .
فأمّا القسم الأوّل : فكافّتهم (١) جميعاً ـ مع تفرّقهم إلى مذاهب شتّى كما سيظهر ـ متشاركون في أنّ أمر الإمامة عندهم مبنيّ على رأي الناس وتعيينهم ولو برأي الإمام السابق وتعيينه ، بل ومن غير حاجة إلى تعيين من اللّه وإخبار من رسوله صلىاللهعليهوآله ، ولا إلى كون الإمام عالماً من اللّه ـ كالنبيّ ـ بالأحكام ، معصوماً من الخطأ والآثام ؛ ولأجل هذا وقعوا جميعاً فيما مرّ بطلانه سابقاً ويأتي أيضاً من تجويز الاعتماد على الرأي والقياس ولو ظنّيّاً محضاً ، والاجتهاد فيما لم يعلم الإنسان من الكتاب والسنّة عليه أثراً ، وقد اختلفوا لذلك اختلافاً عظيماً ، اُصولاً وفروعاً ، وفي الأئمّة أيضاً :
فمنهم من قال بعد أبي بكر وعمر بخلافة عثمان ، ثمّ عليّ عليهالسلام (٢) .
ومنهم من أبطلهما (٣) .
ومنهم من أبطل عثمان (٤) .
ومنهم من أبطل عليّاً عليهالسلام (٥) .
ومنهم من قال بخلافة معاوية ، بل سائر بني اُميّة (٦) أيضاً .
__________________
(١) في «م» : «فكأنّهم» .
(٢) انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٠٣ .
(٣) انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١١٥ .
(٤) انظر : الفرق بين الفِرَق : ٣٢ ـ ٣٣ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٥٩ ـ ١٦٠ .
(٥) انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٧٢ ، والأربعين في اُصول الدين ٢ : ٢٧١ .
(٦) انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٨ .