خطوات الشيطان الجارية بين أتباعه من أهل الكفر والضلال والبطلان ، ولم يكن عادة اللّه جرت في كلّ ملّة وجميع الأديان إلاّ بالتكليف بما بيّنه بوساطة الأنبياء والأوصياء على أهل ذلك الزمان ؛ ولهذا أرسل إليهم الأنبياء وعيّن لهم الأوصياء ، حتّى أنّه في هذه الاُمّة أحصى كلّ شيء في (كتابه المبين) (١) مبيّناً جميع ذلك لسيّد المرسلين ، آمراً غيره جميعاً بالأخذ منه والانتهاء إليه ، كما كان كذلك في زمانه بلا خلاف ولا اختلاف .
ثمّ أمره أن يعلّم جميع ذلك عليّاً عليهالسلام ، وأن يتّخذه وصيّاً ، ويأمر اُمّته بالتمسّك به والأخذ منه ، وأنّه هو الذي يكون مع الكتاب والحقّ قريناً سويّاً ، حتّى أنّه أوحى إليه في الكتاب صريحاً بأنّه هو الذي يكون بعده للناس وليّاً ، وكذا سائر ما يدلّ على كونه إماماً معيّناً من اللّه ورسوله ، وهلمّ جرّاً بنحو ما سيأتي إلى تكملة اثني عشر وصيّاً معلومين معيّنين من اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ونصّ الإمام السابق عليه ، أكمل الناس علماً وعملاً ، حسباً ونسباً عند المؤالف والمخالف ، كما سيأتي بالطول والتفصيل .
وهؤلاء الطائفة هم الذين يقال لهم : الإماميّة الاثنا عشريّة ، وهم فرقة واحدة لا يجوز عندهم الاعتماد في الدين أصلاً إلاّ على ما يكون وارداً من اللّه بالوسائط المذكورة ؛ ولهذا لا اختلاف بينهم إلاّ في بعض الجزئيّات الفروعيّة ، ومنشأ ذلك أيضاً مخالفوهم كما سيظهر .
وها نحن نذكر خلاصة تفاصيل أحوال كلّ واحدة واحدة من مشاهير هذه الفِرَق ، لا سيّما الاثني عشريّة ، حتّى يتّضح انفرادها عمّا سواها جميعاً ، بل يتبيّن عند أهل البصيرة أنّها هي الفرقة الناجية حقّاً ؛ ولهذا لا نكتفي فيما
__________________
(١) بدل ما بين القوسين في «ش» : «كتاب مبين» .