يروحون إلى عرفات تقطر رؤوسهم (١) ، وقد مرّ تصريحه في صلاة التراويح جماعةً بأنّها بدعة ، ونعم البدعة (٢) ! فإذا كان حال هذين الجليلين عندهم هكذا فكيف غيرهما ؟ !
فإذن ليس من أهل تلك الصفة إلاّ من اتّبع عليّاً عليهالسلام في جميع العقائد والأفعال والأقوال ، ومن لم يكن كذلك فهو من أهل البدعة والفرقة .
وممّا ينادي بهذا ما تواتر من حديثي التمسّك بالثقلين (٣) ، «وأنّ الحقّ مع عليّ عليهالسلام يدور معه حيثما دار» (٤) .
وما في نهج البلاغة وغيره من أنّ رجلاً سأل عليّاً عليهالسلام وهو يخطب على المنبر بالبصرة ، فقال : أخبرني يا أمير المؤمنين ! من أهل الجماعة ومن أهل الفرقة ؟ ومن أهل السنّة ومن أهل البدعة ؟ فقال له : «ويحك إذا سألتني فافهم : أمّا أهل الجماعة فأنا (٥) ومن اتّبعني وإن قلّوا ، وذلك الحقّ عن أمر اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ، وأمّا أهل الفرقة فهم المخالفون لي ولمن تبعني وإن كثروا ، وأمّا أهل السنّة فالمتمسّكون بما سنّه اللّه لهم وإن قلّوا ، وأمّا أهل البدعة فالمخالفون لأمر اللّه وكتابه ولرسوله صلىاللهعليهوآله ، العاملون بآرائهم وأهوائهم وإن كثروا» (٦).
__________________
(١) الطرائف ٢ : ١٧١ ، مسند أحمد ١ : ٨١ / ٣٥٣ ، صحيح مسلم ٢ : ٨٩٦ / ١٢٢٢ ، سنن ابن ماجة ٢ : ٩٩٢ / ٢٩٧٩ ، سنن النسائي ٥ : ١٥٣ ، السنن الكبرى ٥ : ٢٠ ، وفيها بتفاوت يسير .
(٢) انظر : البخاري ٣ : ٥٨ ، والمغنى لابن قدامة ١ : ٨٣٤ / ١٠٩٤ .
(٣) تقدم تخريجه في ص ١٢٩ .
(٤) تقدم تخريجه في ص ١٥٧ .
(٥) في نسخنا : «أنا» ، وما أثبتناه من المصدر .
(٦) شرح الأخبار للقاضي المغربي ٢ : ١٢٥ ـ ١٢٦ ، الاحتجاج ١ : ٣٩٥ / ٨٣ ، بحار