عليّ عليهالسلام : « إنّ شيعتي» كذا وكذا ، وذكر صفاتٍ كلّها في الإماميّة ، بل في خواصّهم ، حتّى ورد أنّ من لم تكن فيه تلك الخصال ممّن اعتقد بإمامتهم فهو من الموالين والمحبّين ، وإنّما الشيعة من استجمع فيه تلك الخصال ، وسيأتي الحديث في محلّه .
وأمّا الرافضة فإن كان مرادهم رفض الحقّ فهم أولى به ، كما هو بيّن ممّا مرّ ويأتي ، وكفى تركهم العترة التي اُمروا بالتمسّك بها ، وتمسّكهم بالرأي الذي اُمروا بتركه بل يظهر من حديث رواه في حلية الأولياء أنّ أصل مصداق هذا اللقب بهذا المعنى هم الخوارج (الذين خرجوا) (١) على عليّ عليهالسلام بعد كونهم من أصحابه ، والخبر هكذا :
قال عليّ عليهالسلام : «قال لي النبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّك وشيعتك في الجنّة ، وسيأتي قوم لهم نبز (٢) يقال لهم : الرافضة ، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنّهم مشركون» (٣) ، الخبر .
فإنّه إذا لوحظ هذا مع ما مرّ ويأتي من حديث الخوارج ، وما فيه أيضاً من التصريح بوجود النبز فيهم ، والأمر بقتلهم وكونهم مشركين ، لا يبقى شكّ في أنّ المراد هاهنا أيضاً هم ، لا سيّما مع التأييد بإيراد كلمة «إذا» الدالّة على الجزم بالوقوع في قوله : «فإذا لقيتموهم» ، وبالإشعار بكونهم من جملة المدّعين بأنّهم من شيعته ، وبانحصار القوم الذين ادّعوا أوّلاً كونهم من شيعته ، ثمّ تركوا ذلك وخرجوا عليه فيهم ، ومنه يظهر أنّ مراده صلىاللهعليهوآله برفضهم : تركهم عليّاً عليهالسلام .
__________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في «ش» .
(٢) النبز : اللقب ، والجمع : الأنباز ، انظر : لسان العرب ٥ : ٤١٣ ـ نبز ـ .
(٣) حلية الأولياء ٤ : ٣٢٩ .