مخالفته لأخيه في ترك الخروج ، وقد كان ثابتاً عندهم أنّ الإمامة للباقر عليهالسلام دونه ؛ لما سيأتي من علائم الإمامة ، دون غير ذلك من ملفّقات العامّة .
إلاّ أنّ الذي يظهر من أخبار الصادقَين عليهماالسلام أنّ زيداً ـ بخصوصه من بين أئمّة الزيديّة ـ لم يكن يدّعي الإمامة لنفسه ، بل يعدّ نفسه من الدعاة إلى آل محمّد عليهمالسلام ، وكان في نفسه أنّ الأمر إن استقام له وغلب على بني اُميّة وسائر مخالفي العترة وأعداء أهل البيت عليهمالسلام ، سلّم الأمر إلى أخيه الإمام من اللّه عزوجل (١) ، ولكنّه لمّا لم يكن ليظهر هذا الأمر صريحاً لعدم اقتضاء المصلحة ، توهّم الناس أنّه مُدّعٍ للإمامة ، فرفضه من الشيعة من كان عالماً بشرائط الإمامة الآتية ، وقال بإمامته من لم يعلم بالحالة ، فافهم .
ثمّ إنّ من تلك الألقاب التلقّب بالقدريّة ، والمرجئة ، فإنّ صريح أخبار النبيّ صلىاللهعليهوآله في ذمّ المرجئ والقدريّ ، فقد روى السيوطي في جامعه من صحيحي الترمذي وابن ماجة عن ابن عبّاس ، ومن صحيح ابن ماجة أيضاً : عن جابر ، ومن كتاب الخوارزمي : عن ابن عمر ، ومن كتاب أوسط الطبراني : عن أبي سعيد الخدري ، كلّهم عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «صنفان من اُمّتي ليس لهما في الإسلام نصيب : المرجئة ، والقدريّة» (٢) .
ومن كتاب الأوسط أيضاً ، وكتاب الحلية : عن واثلة (٣) ، وعن جابر ،
__________________
(١) انظر : الكافي ٨ : ٢٦٤ / ٣٨١ .
(٢) سنن الترمذي ٤ : ٤٥٤ / ٢١٤٩ ، سنن ابن ماجة ١ : ٢٤ / ٦٢ ، ٢٨ / ٧٣ ، تاريخ بغداد ٥ : ٣٦٧ وفيه بتفاوت يسير ، المعجم الأوسط ٦ : ٣٩ / ٥٥٨٧ ، جامع الأحاديث ٦ : ٨٧ / ١٣٥٧١ .
(٣) هو واثلة بن الأسقع بن عبد العزّى بن عبد ياليل الليثي ، أسلم والنبيّ صلىاللهعليهوآله يتجهّز إلى تبوك ، وكان من أهل الصفّة والفقراء النازلين في مسجد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وروى عنه