معذّبين ، بل يصيرون إلى طبيعة النار ، وأمثال ذلك ، حتّى نقل عنهم : أنّهم يزعمون أنّ القرآن جسم مخلوق وجسد ، يجوز أن يقلب مرّة رجلاً ومرّة حيواناً ، وهكذا .
قال الشهرستاني : أكثر مذاهب الجاحظ على وفق الطبيعيّين من الفلاسفة (١) .
ثمّ إنّ منهم : الخيّاطيّة أصحاب أبي الحسين الخيّاط (٢) اُستاد الكعبي (٣) .
قال الشهرستاني : هما ـ يعني الخيّاط والكعبي ـ من معتزلة بغداد ، وهما على مذهب واحد إلاّ في بعض المسائل ، ومن مذهبهم القول بثبوت المعدومات (٤) .
ثمّ منهم : الجبّائيّة والهاشميّة أصحاب أبي عليّ محمّد بن عبد الوهّاب
__________________
(١) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٧٦ .
(٢) هو عبد الرحيم بن محمّد بن عثمان الخيّاط البغدادي المعتزلي ، يكنّى أبا الحسين ، اُستاذ أبي القاسم البلخي ، سئل عن أفضل الصحابة ؟ فقال : أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ؛ لأنّ الخصال التي فضل الناس بها متفرقة في الناس وهي مجتمعة فيه ، له كتب منها : الاستدلال ، نقض نعت الحكمة ، نقض كتاب ابن الراوندي وغيرها .
انظر : تاريخ بغداد ١١ : ٨٧ / ٥٧٧٠ ، سير أعلام النبلاء ١٤ : ٢٢٠ / ١٢١ ، طبقات المعتزلة : ٨٥ ـ ٨٨ ، لسان الميزان ٤ : ٣٤٢ / ٥١٥٦ .
(٣) هو عبد اللّه بن أحمد بن محمود البلخي الكعبي ، يكنّى أبا القاسم ، ويعدّ من معتزلة بغداد ، صنّف في الكلام كتباً كثيرة ، وفرقة الكعبيّة منسوبة له ، ومن كتبه : المقالات ، الجدل ، السنّة والجماعة ، التفسير الكبير وغيرها ، مات سنة ٣٠٩ ، أو ٣١٩ ، أو ٣٢٩ هـ .
انظر : الفهرست لابن النديم : ٢١٩ ، تاريخ بغداد ٩ : ٣٨٤ / ٤٩٦٨ ، المنتظم ١٣ : ٣٠١ / ٢٢٩٦ ، وفيات الأعيان ٣ : ٤٥ / ٣٣٠ ، سير أعلام النبلاء ١٤ : ٣١٣ / ٢٠٤ ، العبر ٢ : ٤ ، طبقات المعتزلة : ٨٨ ـ ٩٠ .
(٤) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٧٦ ـ ٧٨ .