الشجرة ، وجرى الماء ، وتحرّك الحجر ، إلى غير ذلك .
قال : وقال : إنّ الثواب والعقاب جبر ، كما أنّ الأفعال جبر .
وكذا قال : وإذا ثبت الجبر فالتكليف أيضاً كان جبراً .
قال : ومن مذهبه فناء الجنّة والنار بعد دخول أهلهما فيهما ، وتلذّذ أهل الجنّة بنعيمها ، وتألّم أهل النار بحميمها ، وقد أوّل ما ورد من الخلود بالمكث الطويل ، كما هو مذهب جماعة من اليهود .
وقال (١) : ومن مذهبه أنّ من حصل له المعرفة ، ثمّ جحد بلسانه لم يكفر ، بل كان مؤمناً ، وأنّ إيمان الأنبياء عليهمالسلام وإيمان الاُمَّة على نمط واحد ، والإيمان لا يتبعّض (٢) .
أقول : ولا بأس إن ذكرنا هاهنا نبذاً ممّا ورد على أصحاب أمثال هذا المذهب القائلين بالجبر ، كما سيأتي بيان مذهب بعضهم من الإلزامات المسكتة (٣) والحكايات المفضحة ، والكفر الصريح والضلال الشنيع .
فمنها : ما رواه جماعة عن الصادق عليهالسلام أنّه قال يوماً لبعض المجبّرة : «هل يكون أحد أقبل للعذر الصحيح من اللّه تعالى ؟» فقال : لا .
فقال له : «فما تقول فيمن قال : ما أقدر وهو لا يقدر ، أيكون معذوراً أم لا ؟» فقال المجبّر : يكون معذوراً .
قال له : «فإذا كان اللّه تعالى يعلم من عباده أنّهم ما قدروا على طاعته ، وقال لسان حالهم أو مقالهم يوم القيامة : يا ربّ ، ما قدرنا على طاعتك ؛ لأنّك منعتنا منها ، أما يكون قولهم وعذرهم صحيحاً على قول المجبّرة ؟»
__________________
(١) في «ش» : «قال» .
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٨٦ ـ ٨٨ .
(٣) في «م» : «المضحكة» ، بدل «المسكتة» .