والضراريّة : أصحاب ضرار بن عمرو (١) ، وحفص الفرد (٢) ، وهؤلاء وافقوا المعتزلة في بعض المسائل ، كنفي الصفات الزائدة القديمة ، ووافقوا المجبّرة في القول بأنّ اللّه خالق أعمال العباد كلّها خيرها وشرّها وحسنها وقبيحها ، وقالوا : إنّ العبد مكتسب لها ، كما هو مذهب الأشعري ، وجوّزوا حصول فعل بين فاعلين ، ولهم مذاهب اُخرى في سائر المسائل ، حتّى أنّ من مذهب ضرار وحفص : أنّ الحجّة بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في الإجماع فقط ، وأنّ كلّ ما نقل عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في أحكام الدين من أخبار الآحاد فغير مقبول ، وأنّ الإمامة تكون في غير قريش أيضاً ، حتّى قال ضرار : إذا اجتمع قرشيٌّ ونبطيٌّ يقدّم النبطيّ في الإمامة على القرشيّ ؛ لكونه أقلّ عدداً وأضعف وسيلةً ، فيسهل عزله إذا خالف الشرع .
ومن العجائب أنّهم زعموا أنّ للإنسان حاسّةً سادسةً يرى بها البارئ
__________________
والمقالات ، والاجتهاد وغيرها ، مات سنة ٢٤٠ ، وقيل : سنة ٢٤١ هـ .
انظر : سير أعلام النبلاء ١٠ : ٥٥٤ / ١٨٩ .
(١) ضرار بن عمرو ، يكنّى أبا عمرو القاضي ، من بَدَعيّة المعتزلة ، وتُنسب إليه فرقة الضراريّة، له كتب منها : إثبات الرسل ، المساواة ، الردّ على الخوارج ، تفسير القرآن وغيرها.
انظر : الضعفاء الكبير للعقيلي ٢ : ٢٢٢ / ٧٦٥ ، الفهرست لابن النديم : ٢١٤ ، سير أعلام النبلاء ١٠ : ٥٤٤ / ١٧٥ ، ميزان الاعتدال ٢ : ٣٢٨ / ٣٩٥٣ ، لسان الميزان ٣ : ٦٠٧ / ٤٣١٢ .
(٢) هو من أكابر المجبّرة ، يكنّى أبا عمرو ، وكان من أهل مصر ، وقدم البصرة فسمع بأبي الهذيل وناظره ، فقطعه أبو الهذيل ، وكان أوّلاً معتزليّاً ، ثمّ قال بخلق الأفعال ، وله كتب منها : الاستطاعة ، التوحيد ، الردّ على النصارى وغيرها ، يُذكر أنّه من أصحاب أبي يوسف ، المتوفّى في النصف الثاني من القرن الثاني .
انظر : الفهرست لابن النديم : ٢٢٩ ، ميزان الاعتدال ١ : ٥٦٤ / ٢١٤٣ ، لسان الميزان ٢ : ٦١٦ / ٢٩٠١ ، الطبقات السَّنيّة في تراجم الحنفيّة ٣ : ١٧٧ / ٧٨٦ .