تعالى في الجنّة (١) .
وأمثال هذه الخيالات الآرائيّة فيهم كثيرة .
ثمّ إنّ من الأصناف المذكورة الأشعريّة : أصحاب أبيالحسن عليّ بن إسماعيل الأشعريّ (من ولد أبي موسى الأشعري) (٢) ، وأكثر من يسمّي نفسه بأهل السنَّة اليوم على طريقته في كثير من العقائد .
ومن مذهبه ما مرّ في بيان الصفاتيّة من إثبات الصفات الزائدة القديمة ، فقال : إنّ البارئ تعالى عالم بعلم ، قادر بقدرة ، حيّ بحياة ، مريد بإرادة ، متكلّم بكلام ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، وإنّ هذه صفات أزليّة قائمة بذاته تعالى ، لا يقال : هي هو أو غيره ، ولا لا هو ولا غيره .
قال : والعبارات والألفاظ المنزلة على لسان الملائكة إلى الأنبياء دلالات على الكلام الأزلي ، والدلالة مخلوقة محدثة والمدلول قديم أزليّ .
قال الشهرستاني : وخالف في هذا جماعة الحشويّة من الصفاتيّة ؛ إذ حكموا بكون الحروف والكلمات قديمة .
قال : والكلام عند الأشعري معنى قائم بالنفس سوى العبارة ، وإطلاقه على العبارة عنده مجاز ، أو على سبيل الاشتراك اللفظي ، قال : فالمتكلّم عنده من قام به الكلام ، وعند المعتزلة من فعل الكلام .
ومذهبه في أفعال العباد أنّ للّه قدرةً وللعبد قدرةً إذا كان صحيحاً ، ولكن قدرة العبد واستطاعته تكون مع الفعل ولا تكون قبل الفعل ، وقدرته التي تكون مع الفعل ليس لها تأثير في الفعل ، بل الفعل يصدر بقدرة اللّه
__________________
(١) انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ٩٠ ـ ٩١ .
(٢) ما بين القوسين لم يرد في «م» .