ومذهبه في الإمامة : أنّها تثبت بالاتّفاق والاختيار دون النصّ والتعيين ، قال : إذ لو كان ثمّة نصٌّ لما خفي ، والدواعي تتوفّر على نقله .
قال : ولا نقول في عائشة وطلحة والزبير إلاّ أنّهم رجعوا عن الخطأ ، ولا نقول في معاوية وعمرو بن العاص إلاّ أنّهما بغيا على الإمام الحقّ فقاتلهم (علي) (١) مقاتلة أهل البغي.
قال : وأمّا أهل النهروان فهم الشراة المارقون عن الدين ؛ للخبر عن النبيّ صلىاللهعليهوآله (٢) .
قال : «وكان عليّ كرّم اللّه وجهه على الحقّ في جميع أحواله يدور معه الحقّ حيث ما دار» (٣) بموجب دعاء النبيّ صلىاللهعليهوآله له (٤) .
أقول : سيظهر فساد عامّة ما ادّعاه هاهنا لا سيّما دعوى عدم نقل التعيين مع توفّر دواعيه ، لما سيتّضح من كمال ظهور خلافه ، أي : كثرة نقل التعيين مع توفّر دواعي الإخفاء ، فتأمّل .
ثمّ إنّ من اُولئك الأصناف : الكرّاميّة ، أصحاب محمّد بن كرّام (٥) ،
__________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في «م» .
(٢) انظر : الخصال للشيخ الصدوق ٢ : ٥٧٤ ، من لا يحضره الفقيه ١ : ١٢٤ / ٢٨٨ ، الموطّأ ١ : ٢٠٤ / ١٠ ، صحيح البخاري ٦ : ٢٤٤ ، كتاب فضائل القرآن ، صحيح مسلم ٢ : ٧٤١ / ١٠٦٤ ، المحلّى لابن حزم ١١ : ٩٧ / ٢١٥٤ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١١٥ .
(٣) أشار إلى الحديث الوارد عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بألفاظ مختلفة : «عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ . . .» .
(٤) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٠٢ ـ ١٠٣ .
(٥) محمّد بن كرّام بن عراق بن حزابة السجستاني (السجزي) سجن بنيسابور لأجل بدعته ثمانيّة أعوام ثمّ اُخرج وسار إلى بيت المقدس ، ومات فيها سنة ٢٥٥ هـ ، يكنّى أبا عبداللّه ، إمام الكراميّة ، وله كتب منها : كتاب عذاب القبر .
انظر : الفرق بين الفِرَق : ٢١٥ / ١١٩ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٠٨ ، سير أعلام النبلاء ١١ : ٥٢٣ / ١٤٦ ، ميزان الاعتدال ٤ : ٢١ / ٨١٠٣ ، تاريخ الإسلام (حوادث ووفيات ٢٥١ ـ ٢٦٠) : ٣١٠ / ٤٨٢ ، الأعلام ٧ : ١٤ .