المبحث الثالث : في بيان الفِرَق الذين عدّوهم من صنفي الخوارج والوعيديّة ؛ لاشتراكهم في تكفير صاحب الكبيرة وتخليده في النار ، وكذا بيان الفِرَق الذين عدّوا من المرجئة ؛ لموافقتهم الخوارج في بعض المسائل المتعلّقة بالإمامة ، وهؤلاء يرتقي أعاظم طوائفهم وفِرَقهم إلى أزيد من عشرين فرقة ، كما سيظهر ، فيكون مع ما سبق بضعاً وخمسين (١) فرقة :
فمن هؤلاء الطوائف :
المحكّمة : وهم الخوارج الذين خرجوا على عليّ عليهالسلام حين جرى أمر الحَكَمين (٢) وقاتلهم في نهروان ، ورأسهم كان : عبداللّه بن الكوّاء (٣) وحُرقوص بن زهير المعروف بذي الثدية (٤) ، وعروة بن جرير (٥) وغيرهم ،
__________________
(١) في «ن» : «وسبعين» .
(٢) في «م» : «حكم الحكمين» .
(٣) هو من رؤوس الخوارج ينسب إلى بني يشكر ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام عندما دخل إلى الخوارج وكلّمهم . . . حتّى قال لهم : « من زعيمكم » ؟ فقالوا : ابن الكوّاء .
انظر : الكامل في التاريخ ٣ : ٣٢٦ ، و٣٢٨ ، ميزان الاعتدال ٢ : ٤٧٤ / ٤٥٢٥ ، لسان الميزان ٤ : ١٠٢ / ٤٧٦٦ .
(٤) حرقوص ـ بضمّ أوّله وسكون الراء وضمّ القاف ـ له ذكر في فتوح العراق ، وزعم أبو عمر أنّه ذو الخويصرة التميمي رأس الخوارج المقتول بالنهروان ، وقيل : إنّ الخوارج تزعم أنّ حرقوص بن زهير كان من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله قُتل يوم النهروان .
انظر : الإصابة ١ : ٣٢٠ / ١٦٦١ ، و٤٨٥ / ٢٤٥١ .
(٥) لعلّه عروة بن حدير ، هو من رجال النهروان ، وأوّل من قال : لا حكم إلاّ للّه ، وأوّل من حكّم بـ : «صفّين» ، أخذه عبيداللّه بن زياد فقتله ، مات حدود سنة ٥٨ هـ .
انظر : الكامل للمبرّد ٣ : ١٠٩٧ ، المعارف : ٤١٠ ، الفرق بين الفِرَق : ٧٤ ، الأعلام ٤ : ٢٢٦ .