وتابعوا أوّلاً عبداللّه بن وهب الراسبي (١) (٢) .
وقد أشرنا إلى أنّهم يكفّرون أصحاب الكبار .
ومن بدعهم في الإمامة جوّزوا أن يكون الإمام من غير قريش ، وكلّ من ينصبونه برأيهم بشرط معاشرته الناس بالعدل واجتناب الجور ، وإلاّ وجب عزله أو قتله .
قيل : وهؤلاء أشدّ الناس قولاً بالقياس ، وتجويز أن لا يكون إمام في العالم أصلاً .
ومن صريح ما يدلّ على كفرهم تكفيرهم عليّاً عليهالسلام ، حتّى أنّهم لعنوه بسبب التحكيم الذي هم ألجأوه إليه ، ثمّ قالوا : لا حكم إلاّ للّه ، فلِمَ رضيت بتحكيم الرجال ؟ ! هذا ، مع أنّهم هم الحاكمون في هذه المسألة وهم رجال (٣) .
وتفصيل حكاياتهم وتبيان كفرهم وفسادهم مذكورة في كتب السير .
وبالجملة : بطلان مذاهب الخوارج وأتباعهم من ضروريّات سائر طوائف الإسلام .
ومنهم : الأزارقة أصحاب نافع بن الأزرق (٤) ، وهم الذين خرجوا في
__________________
(١) عبداللّه بن وهب الراسبي الأزدي ، من رؤوس الخوارج الأباضيّة ، وكان مع أمير المؤمنين عليهالسلام في صفّين ، قُتل في النهروان سنة ٣٨ هـ ، ولم يذكروا أنّه روى شيئاً .
انظر : الكامل في التاريخ ٣ : ٣٣٥ ، ميزان الاعتدال ٢ : ٥٢٤ ، لسان الميزان ٤ : ١٢ / ٤٥٩١ ، و١٩١ / ٤٨٩٨ ، الأعلام ٤ : ١٤٣ .
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١١٥ ـ ١١٧ .
(٣) انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١١٦ .
(٤) هو نافع بن الأزرق بن قيس الحنفي الحروري ، يكنّى أبا راشد ، من رؤوس