الأهواز وفارس في أيّام عبداللّه بن الزبير والحجّاج .
ومن بدعهم ـ زائداً على سابقيهم ـ أنّهم صرّحوا بتصويب قاتل عليّ عليهالسلام ، وكفّروا كثيراً من المسلمين كابن عبّاس وسائر أصحاب عليّ عليهالسلام .
ومن مذهبهم تكفير عائشة وعثمان وأمثالهما أيضاً ، وكفّروا كلّ من لم يهاجر إليهم ، وأباحوا قتل أطفال مخالفيهم ونسوانهم ، وأسقطوا الرجم عن الزاني وسائر الأحكام التي لم يفهموها من القرآن .
ومن مذهبهم عدم جواز التقيّة في قول ولا عمل ، وجواز أن يبعث اللّه نبيّاً يعلم أنّه يكفر بعد نبوّته ، أو كان كافراً قبل بعثته ، وأجمعوا على أنّ من ارتكب كبيرة من الكبائر كفر وخرج به عن الإسلام جملةً ، ويكون مخلّداً في النار مع سائر الكفّار ، واستندوا في ذلك إلى كفر إبليس ، فقالوا : ما ارتكب إلاّ كبيرة من الكبائر حيث اُمر بالسجود فامتنع ، وإلاّ فهو كان عارفاً بوحدانيّة اللّه سبحانه (١) .
ثمّ منهم : النجدات (٢) أصحاب نجدة بن عامر الحنفي (٣) ، وقيل :
__________________
الخوارج ، وإليه تُنسب فرقة الأزارقة ، وكان من أهل البصرة ، أقام في سوق الأهواز يعترض الناس بما يحيّر العقل ، مات سنة ٦٥ هـ .
انظر : الحور العين : ١٧٧ ـ ١٧٨ ، ميزان الاعتدال ٤ : ٢٤١ / ٨٩٩١ ، لسان الميزان ٧ : ١٦١ / ٨٨١٩ ، الأعلام ٧ : ٣٥١ .
(١) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٢١ ـ ١٢٢ بتفاوت يسير ، وانظر : الفرق بين الفِرَق : ٨٢ / ٦٩ .
(٢) انظر : الفرق بين الفِرَق : ٨٧ / ٧٠ .
(٣) هو نجدة بن عامر الحروري الحنفي ، من رؤوس الخوارج ، زائغ عن الحقّ ، وقد نُسبت إليه فرقة النجدات أو النجدية ، وقدم مكّة ، وله مقالات وأتباع انقرضوا ،