عاصم ، وهؤلاء كانوا أيضاً في زمان الأزارقة ، واختصّوا أيضاً بمذاهب ، فإنّهم قالوا بكون الجاهل فيما سوى معرفة اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ، والإقرار بما جاء به النبيّ صلىاللهعليهوآله من اللّه معذوراً إلى أن تقوم الحجّة عليه ؛ ولهذا يقال لهم : العاذريّة لأنّهم عذروا بالجهالات في الأحكام الفروعيّة .
وقالوا : من نظر نظرة أو كذب كذبة صغيرة وأصرّ عليها فهو مشرك ، ومن زنى وشرب وسرق غير مصرٍّ عليه فهو غير مشرك .
ونقل عنهم : أنّهم قالوا بجواز التقيّة في القول والعمل كلّه وإن كان في قتل النفس .
وقيل : إنّهم أجمعوا على أنّه لا حاجة إلى إمام قطّ (١) .
ثمّ إنّ منهم : البيهسيّة أصحاب أبي البيهس الهيصم بن جابر (٢) ، وكانوا في زمان الحجّاج أيضاً ، ومنهم الشبيب (٣) المشهور بالشجاعة ،
__________________
وكان أوّل أمره مع نافع بن الأزرق ، ثمّ فارقه لإحداثه في مذهبه ، ولد سنة ٣٦ هـ ، ومات سنة ٦٩ هـ .
انظر : الحور العين : ١٧٠ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ : ١٢٥ / ١٨٩ ، ميزان الاعتدال ٤ : ٢٤٥ / ٩٠١٣ ، لسان الميزان ٧ : ١٦٨ / ٨٨٣٢ ، شذرات الذهب ١ : ٧٦ ، الأعلام ٨ : ١٠ .
(١) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٢٢ ـ ١٢٥ .
(٢) هو الهيصم بن جابر الضبعي من بني سعد بن ضبيعة ، رأس الفرقة البيهسيّة من الخوارج ، وكان من الأزارقة ، ثمّ كفّر ابن الأزرق وابن إباض في بعض ما ذهبا إليه ، وذلك في عهد الوليد الاُموي ، ثمّ قُتل وصُلب بالمدينة سنة ٩٤ هـ .
انظر : مقالات الإسلاميّين : ١١٣ ، الحور العين : ١٧٦ ، الأعلام ٨ : ١٠٥ .
(٣) هو شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني النجراني الخارجي ، يكنّى أبا الضحّاك ، كان مع صالح بن مسرح رأس الصفرية ، فلمّا مات صالح أوصى إليه من بعده ، ولد سنة ٢٦ هـ ، وغرق في نهر الأهواز سنة ٧٧ هـ .