وأكثرهم يقولون : لا محرّم سوى ما في قوله تعالى : «قُلْ لاَ أَجِدُ فىِ مَا أُوحِىَ إِلَىَّ مُحَرَّماً» (١) الآية ، وإنّ ما سوى ذلك كلّه حلال .
وقال بعض فِرَقهم : إنّ الإمام إذا كفر كفرت الرعيّة الغائب منهم والشاهد ، وإنّ الرجل إذا أوقع حراماً ولم يعلم تحريمه فقد كفر .
وكذا قال هؤلاء البعض منهم بما مرّ في المفوّضيّة من قولهم : إنّ اللّه تعالى فوّض إلى العباد ، وليس له في أعمال العباد مشيئة .
وفيهم مذاهب اُخرى متناقضات بحيث تبرّأ بعضهم من بعض ، حتّى قال بعضهم بتكفير من حصل له السكر ولو بالشراب الحلال (٢) .
ثمّ إنّ منهم : العجاردة أصحاب عبد الكريم بن عجرد (٣) ، وهؤلاء كالنجدات في مذاهبهم وبدعهم إلاّ أنّهم تفرّدوا ببعض الأشياء كإنكارهم كون سورة يوسف من القرآن ، وتكفير الأطفال حتّى يدعى إلى الإسلام ، ووجوب الدعاء إليه إذا بلغ ، وأمثال ذلك (٤) .
__________________
انظر : المعارف : ٤١٠ ، مقالات الإسلاميّين : ١١٥ ، وفيات الأعيان ٢ : ٤٥٤ / ٢٨٨ ، الأعلام ٣ : ١٥٦.
(١) سورة الأنعام ٦ : ١٤٥ .
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٢٥ ـ ١٢٧ .
(٣) هو عبد الكريم بن عجرد ، أحد رؤوس الخوارج ، وهو كبير الطائفة المعروفة بالعجاردة ، وافق النجدات في بدعهم ، وقد اختلف في مبدأ أمره ، فقيل : إنّه من أصحاب عطيّة بن الأسود الحنفي ، وقيل : إنّه ينتسب إلى رجل يسمّى أبا سعيد ، ثمّ خالفه ، ولم يذكروا شيئاً عن وفاته أو غيرها .
انظر : مقالات الإسلاميّين : ٩٣ ـ ٩٥ ، الحور العين : ١٧١ ، الوافي بالوفيات ١٩ : ٨٣ / ٨٣ .
(٤) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٢٨ ـ ١٢٩ .