ثمّ إنّ منهم : الأباضيّة أصحاب عبد اللّه بن إباض (١) ، وهم اليوم في عُمان .
قالوا : إنّ مخالفيهم من أهل القبلة كفّار غير مشركين ، ومناكحتهم جائزة ، ومواريثهم حلال ، وغنائم أموالهم عند الحرب من الخيل والكراع والسلاح حلال ، وما سواه حرام ، وإنّ قتلهم وسبيهم سرّاً وغيلةً حرام إلاّ بعد نصب القتال وإقامة الحجّة .
وقالوا : إنّ دار مخالفيهم من أهل الإسلام دار توحيد إلاّ معسكر السلطان فإنّه دار بغي ، وأجازوا شهادة مخالفيهم على أوليائهم .
وقالوا في أصحاب الكبائر : إنّهم موحّدون لا مؤمنون ، وإنّ من ارتكب كبيرة كَفَرَ كُفرَ النعمة لا كُفرَ الملّة ، وإنّ أفعال العباد مخلوقة للّه تعالى إحداثاً وإبداعاً ومكتسبة للعبد حقيقةً لا مجازاً ، ولا يسمّون إمامهم أمير المؤمنين ولا أنفسهم مهاجرين (٢) ، ولهم أقوال غير ما ذُكر أيضاً ، وفي أكثر سائر العقائد كالعجاردة .
ومنهم : الحارثيّة أصحاب الحارث الأباضي (٣) ، إلاّ أنّهم خالفوهم في
__________________
الشيبانية .
انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٣٢ ـ ١٣٣ .
(١) هو عبداللّه بن إباض التميمي ، ظهر أواخر سلطنة بني اُميّة ، ونُسبت له فرقة الإباضيّة بعد ما كانوا يقدّمون جابر بن زيد الأزدي ، وذكروا أنّ عبداللّه بن إباض شخص مجهول ولا تعرفه الإباضيّة .
انظر : الفرق بين الفِرَق : ١٠٣ / ٨٥ ، الملل والنحل للبغدادي : ٧٧ ، الحور العين : ١٧٣ ، تاريخ المذاهب الإسلامية : ٧٨ / ١٠٥ ، معجم الفِرَق الإسلامية : ١٣ .
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٣٤ .
(٣) هو الحارث أو الحرث بن يزيد الإباضي ، وتنسب إليه فرقة الحارثية .