الإيمان هو المعرفة باللّه وبرسوله صلىاللهعليهوآله ، والإقرار بما جاء به النبيّ صلىاللهعليهوآله مجملاً بلا تفسير ولا تفصيل ، وأنّ من كان كذلك لا يبالي ممّا سوى ذلك ؛ إذ لا مدخل للغير في الإيمان فلا ضرر ، حتّى أنّ عنده إن قال رجل : أعلم أنّ اللّه فرض الحجّ إلى الكعبة ولكن لا أدري أين الكعبة ولعلّها كانت في الهند ؟ لكان مؤمناً (١) .
ومنهم : الثوبانيّة أصحاب أبي ثوبان المرجئ (٢) ، وهم الذين زعموا أنّ الإيمان هو المعرفة والإقرار باللّه وبرسله (٣) [ عليهمالسلام ] وبكلّ ما لا يجوز في العقل أن يفعله ، وأنّ ما جاز في العقل تركه فليس من الإيمان ، وأخّروا العمل كلّه عن الإيمان .
ومن هؤلاء : الغيلانيّة أصحاب أبي مروان بن غيلان الدمشقي (٤) ،
__________________
وإنّ غسّاناً هذا هو المرجئ الذي تسمّت باسمه الفرقة الغسّانيّة ، وله أقوال أشار إلى بعضها المؤلّف .
(١) انظر : الملل والنحل للبغدادي : ١٤٠ ، الفِرَق بين الفِرَق : ٢٠٣ / ١٠٩ ، اعتقادات فِرَق المسلمين والمشركين للرازي : ١٠٧ ، معجم الفَرِق الإسلاميّة : ١٧٩ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٤١ .
(٢) هم من المرجئة الخالصة ، وفارقوا اليونسيّة والغسانيّة . . . وكان يقال لأبي ثوبان : جامع النقائض هاجر الخصائص .
انظر : مقالات الإسلاميّين : ١٣٥ ، الملل والنحل للبغدادي : ١٤٠ ، الفرق بين الفِرَق : ٢٠٤ / ١١١ ، اعتقادات فِرَق المسلمين والمشركين للرازي : ١٠٨ ، معجم الفِرَق الإسلامية : ٧٥ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٤٢ .
(٣) في «م» : «ورسوله» .
(٤) وهو أبو مروان غيلان بن مروان ، أو ابن مسلم الدمشقي ، وليس ابن غيلان كما في نسخنا ، وغيلان مولى عثمان ، وأوّل من أحدث القول بالقدر والإرجاء ، ويقال : إنّه أخذ القول بالقدر عن معبد الجهني ، مات سنة ١٠٥ هـ بدمشق .