وهم كانوا يقولون بالقدر خيره وشرّه من العبد ، وأنّ الإمامة تصلح في غير قريش ممّن كان قائماً بالكتاب والسنّة ، وأنّها لا تثبت إلاّ بالإجماع .
وقد اعتُرض عليهم بأنّ الاُمّة أجمعت على أنّ الإمامة لا تصلح لغير قريش ، وهؤلاء كلّهم زعموا أنّ اللّه تعالى إن عفا عن عاصٍ في القيامة عفا عن كلّ مؤمنٍ عاصٍ هو في مثل حاله ، وكذا إن أخرج من النار أحداً (١) .
ومنهم : التومنيّة أصحاب أبي معاذ التومني (٢) ، وهم الذين زعموا أنّ الإيمان هو ما عصم من الكفر ، وهو اسم الخصال التي إذا تركها التارك كفر ولو خصلة واحدة منها ، ثمّ قالوا : وتلك الخصال هي المعرفة ، والتصديق ، والمحبّة ، والإخلاص ، والإقرار بما جاء به الرسول صلىاللهعليهوآله ، وعلى مذهبهم إن أتى رجل بالمعاصي التي لا تنافي الإخلاص لا تضرّه (٣) .
ومنهم : الصالحيّة أصحاب صالح بن عمرو (٤) ، وهم الذين جمعوا
__________________
انظر : الجرح والتعديل ٧ : ٥٤ / ٣١٠ ، لسان الميزان ٥ : ٤٢٥ / ٦٥٦٣ ، والأعلام ٥ : ١٢٤ .
(١) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٤٢ ـ ١٤٣ ، معجم الفِرَق الإسلامية : ١٨٣ .
(٢) وهي فرقة من المرجئة الخالصة في الإرجاء من غير قدر ، والتومني نسبة إلى قرية بمصر ، وله مقالات كثيرة ، منها : أنّ من قتل نبيّاً أو لطمه كفر ، لا من أجل القتل أو اللطم ، ولكن من أجل الاستخفاف والعداوة والبغض له .
انظر : مقالات الإسلاميّين : ١٣٩ ـ ١٤٠ ، الملل والنحل للبغدادي : ١٤١ ، الفرق بين الفِرَق : ٢٠٣ / ١١٠ ، معجم الفِرَق الإسلامية : ٧١ ، وانظر الأنساب للسمعاني ١ : ٤٩٣ .
(٣) انظر : مصادر هامش ٢ ، والملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٤٤ .
(٤) هو رأس فرقة الصالحيّة من المرجئة ، ويكنّى أبا الحسين الصالحي ، وله أقوال أشار إلى أغلبها المؤلّف .
انظر : الوافي بالوفيات ١٦ : ٢٦٧ / ٢٩٨ ، معجم الفِرَق الإسلامية : ١٥٦ .