بين القدر والإرجاء ، ومن مذهبهم أنّ الإيمان هو المعرفة باللّه على الإطلاق ، وهو أنّ للعالم صانعاً فقط ، والكفر هو الجهل به على الإطلاق ، قالوا : وقول القائل : ثالث ثلاثة ، ليس بكفر ، لكنّه لا يظهر إلاّ من كافر ، وزعموا أنّ معرفة اللّه هو المحبّة والخضوع ، ويصحّ ذلك مع جحد الرسول .
وقالوا : يصحّ في العقل أن يؤمن باللّه ولا يؤمن برسوله ، غير أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «من لا يؤمن بي فليس بمؤمن باللّه تعالى» (١) .
وزعموا أنّ الصلاة ليست بعبادة اللّه ، وأنّه لا عبادة إلاّ الإيمان به ، وهو معرفته ، وهو خصلة واحدة لا يزيد ولا ينقص ، وكذلك الكفر (٢) .
وممّا ينادي بأنّ الفرقة الناجية ليست منهم ـ سوى ما ذكرناه في إخوتهم ـ ما ورد من روايات ذمّ المرجئة وبطلان طريقتهم ؛ إذ لا شكّ أنّ هؤلاء مصداقها بأيّ معنى كانت مع اشتهارهم حتّى فيما بينهم بهذا الاسم .
وإذ تبيّن هذا ، فلنذكر سائر الفِرَق الذين هم أيضاً من القسم الأوّل ، وإن عدّهم جمع من فِرَق الشيعة .
المبحث الرابع : في بيان بقيّة الفِرَق الذين [هم] من القسم الأوّل .
اعلم أنّه قد نقل جمع أنّ جماعة قالوا بخلافة العبّاس عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآله بعده بلا واسطة ، وانقرضوا (٣) ، فإن ثبت ذلك فهم أيضاً فرقة ، وإلاّ فالظاهر
__________________
(١) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٤٥ ، ولم نعثر عليه في كتب الحديث .
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٤٥ / ٦ .
(٣) انظر : مقالات الإسلامييّن : ٢١ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٥١ ، اعتقادات فِرَق المسلمين والمشركين للرازي : ٩٥ .