أنّه لا أصل له .
واتّفق أهل السير وغيرهم أنّ من المذاهب أيضاً : الكيسانيّة ، وهم أصحاب المختار بن أبي عبيدة الثقفي (١) ، سمّوا بذلك لأنّ أمير المؤمنين عليهالسلام مسح يده على رأس المختار في صغره وقال : «يا كيّس يا كيّس» (٢) ، وقيل : كان كيسان من موالي عليّ عليهالسلام (٣) .
وهم أيضاً كانوا فِرَقاً عديدة كما سنذكرهم ، ولكن صرّح جمع : بأنّهم انقطعوا وانقرضوا ولم يبق اليوم أحد على مذهبهم ، وهو كافٍ في بطلانهم .
ثمّ إنّ جمعاً عدّوهم من القسم الثاني دون الأوّل .
والظاهر أنّ هذه النسبة إلى جميعهم توهّم ، ضرورة كون عامّة الناس في زمانهم من القائلين بخلافة الشيخين ، بل يظهر من بعض أخبار أهل البيت عليهمالسلام أنّ المختار كان في قلبه حبّ الشيخين (٤) ، حتّى نقل بعض
__________________
(١) هو المختار بن أبي عبيدة بن مسعود بن عَمرو الثقفي ، أبو إسحاق ، كان من أهل الطائف ومن الزعماء الثائرين على بني اُميّة وأحد الشجعان الأفذاذ ، وكان قد تتبّع قتلة أبي عبداللّه الحسين عليهالسلام ، فقتلهم واحداً بعد واحد ، فشفي النفوس وأدرك الثأر وانتقم اللّه به من الطغاة الفجرة .
وقد نُقل عن الإمام أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال : «لا تسبّوا المختار ؛ فإنّه قتل قتلتنا ، وطلب بثأرنا ، وزوّج أراملنا ، وقسّم فينا المال على العسرة» .
ولد عام الهجرة ، وتوفّي سنة ٦٨ هـ .
انظر : رجال الكشي : ٢٠٨ / ١٩٧ ، منتهى المقال ٦ : ٢٤٠ / ٢٩٥٢ ، مستدركات أعيان الشيعة ٤ : ١٧٥ ، المعارف : ٤٠٠ ، الاستيعاب ٤ : ١٤٦٥ / ٢٥٢٨ ، الملل والنحل للبغدادي : ٤٧ ، الحور العين : ١٨٢ ، اُسد الغابة ٤ : ٣٤٦ / ٤٧٨٤ ، الأعلام للزركلي ٧ : ١٩٢ ، معجم الفِرَق الإسلامية : ٢١٧ .
(٢) رجال الكشي : ٢٠٩ / ٢٠١ ، ذوب النضار : ٦١ ، بحار الأنوار ٤٥ : ٣٤٤ / ١١ .
(٣) رجال الكشي : ١٢٨ في ذيل حديث ٢٠٤ ، الفرق بين الفِرَق : ٣٨ / ٥٢ .
(٤) انظر : تهذيب الأحكام ١ : ٤٦٦ / ١٥٢٨ ، وبحار الأنوار ٤٥ : ٣٤٥ / ١٥ .