العامّة هذا المعنى بدون إدراك المراد به ، حيث روى عن بعض أهل البيت عليهمالسلام أنّه قال : كان في قلب المختار حبّ الجبت والطاغوت (١) .
نعم يظهر من بعض الأخبار أيضاً : أنّه كان عارفاً بالحقّ ، لكن أظهر ما أظهر من إمامة ابن الحنفيّة مصلحةً .
وأيضاً يحتمل (أنّ المختار كان هو وخواصّ أصحابه) (٢) ، بل سائر الكيسانية أيضاً من القسم الثاني القائلين بإمامة عليّ عليهالسلام بعد النبيّّ صلىاللهعليهوآله بلا فصل ، وبإمامة محمّد بن الحنفية بعده أو بعد الحسنين عليهماالسلام ، وأنّ سائر أصحابه وأتباعه وجنوده الكوفيّين وغيرهم كانوا من القسم الأوّل ، ويؤيّده ما نُقل أنّ مذهب الكيسانية : أنّ الإمامة بالوصاية والتعيين ولو كنايةً .
وبالجملة : لا يبعد كون بعضهم من فِرَق الشيعة إلاّ أنّ الأصل فيهم عدّهم من القسم الأوّل ، وإنّما كان اشتهارهم بالشيعة من حيث تبرُّئهم من بني اُميّة لا لغير ذلك ، ولهذا لم نذكرهم في المطلب الآتي ، ويجمعهم القول بإمامة محمّد بن الحنفيّة بعد عليّ عليهالسلام قبل الحسنين ، أو بعدهما عليهماالسلام ، فمن فِرَقهم :
المختاريّة : أصحاب المختار المذكور ، وهو الذي طلب بثأر الحسين عليهالسلام ، وقتل قَتلته من أهل الكوفة ، ورأس عسكره إبراهيم بن مالك الأشتر (٣) ، وهو قاتل ابن زياد لعنه اللّه .
__________________
(١) لم نعثر عليه ، وانظر : تهذيب الأحكام ١ : ٤٦٦ / ١٥٢٨ ، بحار الأنوار ٤٥ : ٣٤٥ / ١٥ .
(٢) بدل ما بين القوسين في «م» هكذا : «أنّ المختار أنّه كان هو وأصحابه وخواصّه» .
(٣) هو إبراهيم بن مالك بن الحارث الأشتر النخعي ، فارس شجاع ، شهم مقدام ، ورئيس عالي النفس ، وكان شاعراً فصيحاً موالياً لأهل البيت عليهمالسلام ، واستعان به المختار حين ظهر بالكوفة طالباً بثأر الحسين عليهالسلام ، توفّي سنة ٧١ هـ .