وقال بإمامة عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب (١) (٢) .
ومنهم من قال : بانتقال الإمامة من أبي هاشم إلى بيان بن سمعان (٣) الذي كان يقول باُلوهيّة أمير المؤمنين عليهالسلام (٤) .
وبالجملة : أعاظمهم يرتقي إلى خمس فِرَق ، لكن لم يبق من أهل هذه المذاهب كلّها أحد ، مع أنّ عامّتهم كانوا يقولون بما سيأتي في الفرقة الباطنيّة ، من أنّ الدين طاعة رجل وهو الإمام ، وأنّ المراد بالصلاة والصيام وسائر الأركان الشرعيّة معرفة الرجل ، فإذا عرفه إنسان سقطت عنه تلك الأحكام ، وأكثرهم كانوا تناسخيّة وحلوليّة ، وأمثال ذلك ممّا هو صريح الكفر والطغيان ، ولا حاجة إلى تفصيلها لوضوح بطلانها .
__________________
أبا هاشم عبداللّه بن محمّد بن الحنفيّة نصبه إماماً ، وتحوّلت روح أبي هاشم فيه ، ثمّ وقفوا على كذبه فصاروا إلى المدينة يلتمسون إماماً آخَر ، وكان يدّعي عبداللّه بن عمرو بن حرب لنفسه الالهيّة على معنى الحلول .
انظر : مقالات الإسلاميّين : ٢٢ ، الفرق بين الفِرَق : ٢٤٣ ، التبصير في الدين : ١٢٥ ، الحور العين : ١٦٠ .
(١) عبداللّه بن معاوية بن عبداللّه بن جعفر بن أبي طالب ، من شجعان الطالبيّين ، شاعر ، متّهم بالإلحاد والزندقة ، كان رئيس الفرقة الجناحيّة ، وطلب الخلافة في أواخر دولة بني اُميّة ، مات سنة ١٢٩ هـ على يد عامل هراة بأمر أبي مسلم الخراساني .
انظر : مقاتل الطالبيّين : ١٦١ ، تاريخ الإسلام (حوادث ١٢١ ـ ١٤٠) : ١٥٥ ، لسان الميزان ٤ : ١٦٩ / ٤٨٦٠ ، الأعلام ٤ : ١٣٩ ، موسوعة كشّاف اصطلاحات الفنون ١ : ٥٨٧ .
(٢) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٥١ .
(٣) في النسخ : «بنان بن سمعان» ، والصحيح ما أثبتناه من المصادر .
وبيان بن سمعان التميمي النهدي اليمني كان يقول : إنّ اللّه على صورة إنسان ويهلك كلّه إلاّ وجهه ، وروح اللّه حلّت في عليّ ، ثمّ في ابنه محمّد بن الحنفيّة ، ثمّ في ابنه أبي هاشم ، ثمّ في بيان .
انظر : الكامل لابن الأثير ٥ : ٢٠٧ ، شرح المواقف ٨ : ٣٨٥ ، موسوعة كشّاف اصطلاحات الفنون ١ : ٣٤٦ .
(٤) الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٥٢ .