ثمّ إنّ من بقيّة المذاهب التي من القسم الأوّل صريحاً البتريّة ، والسليمانيّة ، ومنهم الصالحيّة ، وهما فرقتان من الزيديّة الآتية ، إلاّ أنّ البتريّة قد تقال ويراد بها مقابل الجاروديّة الآتية ، أي : الزيديّة الذين لم ينكروا خلافة الشيخين ، سواء أنكروا عثمان أم لا ؟ وقد يقال ويراد بهم الذين يقولون بخلافة الثلاثة وحسن حالهم جميعاً ، ثمّ بخلافة عليّ والحسنين عليهمالسلام ، ثمّ زيد بن عليّ بن الحسين ، ثمّ كلّ فاطميٍّ عالم شجاع عدل خرج بالسيف ، وهؤلاء هم أصحاب كثير النوّاء (١) (٢) .
قيل: إنّ زيد بن عليّ لمّا سمعهم قالوا : نتولّى عليّاً والحسنين عليهمالسلام ، ونتبرّأ من أعدائهم ، وكذا نتولّى أبا بكر وعمر ونتبرّأ من أعدائهما ، قال لهم : أتتبرّؤون من فاطمة عليهاالسلام بترتم بتّركم اللّه، فيومئذٍ سمّوا البتريّة، أي : الأبترون (٣) .
وأمّا السليمانيّة : وهُم (٤) أصحاب سليمان بن جرير (٥) ،
__________________
ولمّا رأيت الناس فيالدين قد غَوَوا |
|
تجعفرت باسم اللّه فيمن تجعفروا |
وناديتُ باسم اللّه ، واللّه أكبر |
|
وأيقنتُ أن اللّه يعفو ويغفِرُ |
ويثبت مهما شاء ربّي بأمرِهِ |
|
ويمحو ويقضي في الأُمور ويَقدر |
ودِنت بدينٍ غير ما كنت داينا |
|
به ونهاني سيّد الناس جعفر |
(١) كثير النوّاء ، النوّا : ـ بفتح النون وتشديد الواو ـ هذه النسبة إلى بيع النواة ، والمشهور بهذه النسبة كثير النوّاء رئيس فرقة البتريّة ، يكنّى أبا إسماعيل ، الملّقب بالأبتر .
انظر : مقالات الإسلاميّين : ٦٨ ، الفرق بين الفرق : ٣٣ / ٥١ ، الأنساب ٥ : ٥٢٩ .
(٢) انظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٥٤ .
(٣) رجال الكشّي : ٣١١ / ٤٢٩ ، بحار الأنوار ٣٧ : ٣١ ، بتفاوت يسير فيهما .
(٤) في «ش» : «فهُم» بدل «وهُم» .
(٥) هو سليمان بن جرير الزيدي ، كان من متكلّمي الزيديّة ، رأس الفرقة السليمانيّة ،