والأعلم إذا لم يخرج الأعلم بالسيف وخرج غيره ، كالذين خرجوا في زمان الباقر والصادق عليهماالسلام مع اعترافهم بأعلميّتهما وأفضليّتهما .
وعمدة ما تمسّكوا به في مذهبهم حديث الثقلين ، والأمر بالتمسّك بالكتاب والعترة ، ثمّ أجاب أكثرهم عن كون دلالة دليلهم هذا على حقّيّة الطائفة الاثني عشريّة أظهر ولا أقلّ من الاشتراك : بأنّ تلك الطائفة يقولون بالجبر والتشبيه . وهذا محض الفرية عليهم .
وممّا ينادي ببطلانهم ـ مع قطع النظر عن سائر الأدلّة الآتية في محلّها من لزوم العصمة والعدد الخاصّ وغير ذلك ـ اشتراكهم مع سائر المذاهب في الاعتماد في الدين على الآراء التي مرّ حالها ، واشتراكهم في معظم اُصولهم مع المعتزلة ، وفي بعض المسائل مع الخوارج ، وفي سائرها اُصولاً وفروعاً لا سيّما في إمامة ذرّيّة فاطمة عليهاالسلام مع البتريّة الذين معهم على طرفي نقيض في أمر الخلافة ، بحيث يضلّل ، بل يكفّر بعضهم بعضاً ، فتأمّل .
وأمّا الفرقة الثانية من الذين ذكرناهم في أوّل المطلب : الناووسيّة أصحاب عبداللّه بن ناووس البصري (١) الذي كان قائلاً بإمامة أئمّة الإماميّة إلى أبي عبداللّه جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام ، ثمّ فارقهم بأن قال : إنّ جعفراً حيٌّ لم يمت ولا يموت حتّى يظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، وأنّه هو المهديّ القائم المنتظر (٢) .
__________________
(١) لم نعثر له ترجمة أكثر ممّا نقله المؤلّف .
(٢) انظر : المقالات والفِرَق : ٧٩ / ١٥٥ ، مقالات الإسلاميّين : ٢٥ ، الفرق بين الفِرَق : ٦١ ، التبصير في الدين : ٣٧ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٦٦ ، معجم الفِرَق الإسلاميّة : ٢٤٤ .