وعمدة استنادهم ما نقلوه عن عنبسة بن مصعب الناووسي (١) أيضاً أنَّ الصادق عليهالسلام قال له : «إن جاءكم من يخبركم عنّي بأنّه غسّلني وكفَّنني ودفنني فلا تصدّقوه» (٢) .
ولقد كفى مؤونة الاستدلال على بطلانهم ـ مع كثرة أدلّة البطلان ـ انقراضهم رأساً ، بحيث لم يبق منهم أحد ، مع كونهم أوّلاً أيضاً آحاداً قلائل عاملين بالرأي .
وأمّا الفرقة الثالثة ، فهم الذين يقال لهم : الإسماعيليّة ، حيث قالوا بإمامة إسماعيل بن أبي عبداللّه الصادق عليهالسلام (٣) ؛ استناداً إلى كونه أكبر أولاده ، مع دعوى لزوم كون الإمامة للأكبر ، وإلى ادّعائهم اتّفاق أصحاب الصادق عليهالسلام على أَنّه نصَّ عليه ، وأَنّ من أنكر إمامته ادَّعى وقوع البداء فيه ، وأنَّه دعوى غير مقبولة وهُم صاروا ثلاث شعب :
فشعبة منهم الذين قالوا بأنّ إسماعيل هو الإمام بعد وفاة أبيه الصادق عليهالسلام ، وأنّه حيٌّ لم يمت ، وهو القائم المنتظر ، وإنّما لُبس على الناس في أمره مصلحةً وتقيّةً من اُمراء بني العبّاس (٤) .
__________________
(١) لم نعثر على ترجمة له .
(٢) الفصول المختارة : ٣٠٥ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) ، الصراط المستقيم ٢ : ٢٧١ ، بحار الأنوار ٣٧ : ٩ .
(٣) هو إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام ، يكنّى أبا محمّد ، تُنسب إليه فرقة الإسماعيليّة حتّى اليوم ، ويقولون بإمامته . وكان الإمام أبوه يحبّه محبّة شديدة ، توفّي سنة ١٣٣ هـ في حياة أبيه عليهالسلام ، ودفن بالبقيع .
انظر : أعيان الشيعة ٣ : ٣١٦ ، وقاموس الرجال ٢ : ٤١ / ٧٩٤ ، والوافي بالوفيات ٩ : ١٠١ / ٤٠١٧ .
(٤) انظر : فِرَق الشيعة : ٦٧ ، المقالات والفِرَق : ٨٠ / ١٥٦ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٦٧ .