مادّة شُبههم رأساً ، فافهم .
وأمّا الفرقة الرابعة ، فهم الذين يقال لهم : الفطحيّة ، وهم الذين قالوا بأنّ الإمام بعد أبي عبداللّه الصادق عليهالسلام ابنه عبداللّه الأفطح (١) ؛ لأنّه كان أفطح الرأس ، أي : عريضه ، وقيل : كان أفطح الرجلين . وهو كان أخا إسماعيل من الأب والاُمّ ، وكان هو الولد الأكبر عند وفاة الصادق عليهالسلام ، ولهذا قال بإمامته جماعة من أصحاب الصادق عليهالسلام بتوهّم كونه أكبر الأولاد (٢) ، من غير نصّ ولا مستند سوى ما رووه من كون الإمامة في الأكبر (٣) ، مع أنّ هذا الحديث لم يُرو قطّ إلاّ مشروطاً بما إذا لم يكن به عاهة ، وهذا الرجل كان فيه العاهة البدنية ، كما ظهر ، والعاهة الدينيّة أيضاً ؛ لأنّه مع قلّة (٤) علمه ـ كما تواتر النقل عنه عند دعواه الإمامة ـ كان مرجئيّاً ، حتّى روي عن الصادق عليهالسلام أنّه قال فيه : «إنّه مرجئ كبير» (٥) (٦) ، على أنّه يكفي في بطلانهم سوى عدم النصّ فيه وورود النصوص في موسى (٧) أخيه المقرونة بالمعاجز والفضائل وسائر أنواع آيات الإمامة انقراضهم ؛ فإنّ هذا الرجل لم يبق بعد أبيه عليهالسلام إلاّ سبعين يوماً ومات بلا خلف ، ولهذا رجع
__________________
(١) هو عبداللّه بن جعفر بن محمّد ، المعروف بالأفطح ، ويقال : إنّه كان يخالط الحشويّة ويميل إلى مذهب المرجئة ، ويكفي في ترجمته ما أشار إليه المؤلّف ، مات سنة ١٤٨ هـ .
انظر : فِرَق الشيعة : ٧٧ ، الإرشاد للمفيد ٢ : ٢١٠ ـ ٢١١ ، تنقيح المقال ٢ : ١٧٤ / ٦٧٨٧ .
(٢) في «م» : «أولاده» .
(٣) انظر : الفصول المختارة : ٣٠٦ ، ٣١٢ ( ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) .
(٤) في «ش» زيادة : «عقله و» .
(٥) الفصول المختارة : ٣١٢ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) .
(٦) الفصول المختارة : ٣٠٦ ، ٣١٢ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) .
(٧) كلمة «موسى» لم ترد في «م» .