وهذا الحديث ممّا اختصّوا هم في روايته ولم يروه غيرهم ، حتّى أنّه لو ثبتت صحّته وسُلّم وروده لا دلالة في ألفاظه على نصّ الإمامة ، بل ولا دلالة فيه على ذلك بوجه لا سيّما في مقابل ما سيأتي في محلّه من نصوص الكاظم عليهالسلام وغيرها ، كما هو ظاهر على الخبير البصير .
وممّا ينادي ببطلان هذه الفرقة : زوالهم وانقراضهم ، بحيث لم يبق منهم أحد بعد مدّة يسيرة ، مع أنّهم كانوا أوّلاً أيضاً آحاد قلائل أحدثوا ما أحدثوا عند ما خرج صاحبهم محمّد بن جعفر بعد أبيه بمدّةٍ بالسيف ، وادّعى الإمامة ، وتسمّى بإمرة المؤمنين فأنكر عليه عامّة الشيعة ذلك ؛ لما كان بيّناً عندهم من اختصاص هذا اللقب بعليّ عليهالسلام ، وعدم جواز إطلاقه على غيره ؛ ولهذا لم يتسمّ بهذا غيره أحد من قدماء آل أبي طالب ، بل هذا أيضاً من علائم وَهْم الراوي في الحديث ، أو تعمّده الكذب ؛ حيث ذكر كونه على سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فافهم .
وأمّا الفرقة السادسة : فهم المشهورون بالواقفة ، أي الذين وقفوا على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام ، وأنكروا إمامة أبي الحسن الرضا عليهالسلام ومَن بعده ، وهم بين قولين في ذلك :
فمنهم من قال : إنّه لم يمت بل هو حيّ ، وهو المهديّ المنتظر .
ومنهم من قال : بأنّه (١) مات وسيبعث بعد الموت ، وهو القائم المهديّ (٢) .
ثمّ إنّهم اختلفوا أيضاً في أبي الحسن الرضا عليهالسلام ومن قام بعده بالإمامة من آل محمّد صلىاللهعليهوآله .
فمنهم من قال : إنّ هؤلاء خلفاء أبي الحسن موسى عليهالسلام واُمراؤه
__________________
(١) في «م» : «أنّه» .
(٢) الفصول المختارة : ٣١٣ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) .