وأمّا الفرقة السابعة : فهم الذين قالوا بعد عليّ الرضا عليهالسلام بإمامة أخيه أحمد بن موسى عليهالسلام (١) ، الذي خرج مع أبي السرايا (٢) ، حيث شكّوا في تعلّق الإمامة بأبي جعفر محمّد بن علي الجواد عليهالسلام ؛ استناداً إلى صغر سنّه ، فإنّ عمره كان يوم وفاة والده الرضا عليهالسلام سبع سنين على المشهور ، فقالوا بعدم جواز أن يكون الإمام صبيّاً لم يبلغ الحلم (٣) ، وغفلوا عمّا ورد في كتاب اللّه من حكاية عيسى ويحيى عليهماالسلام وتعلّق النبوّة بهما في أقلّ من سنّ الجواد عليهالسلام ، وعن حكاية تخصيص النبيّ صلىاللهعليهوآله عليّاً عليهالسلام بدعوته إلى الإسلام قبل البلوغ ، والحسنين عليهماالسلام بالمباهلة ، وأمثال ذلك ممّا ينادي باختصاص النبيّ والإمام بحالاتٍ مِنحةً من اللّه تعالى لا توجد في غيرهما ، بل الحقّ الواضح على من له أدنى بصيرة أنّ حصول الجزم بتعلّق الإمامة بالصغير الذي يظهر منه كمال العلم والحلم ، والفضائل ، والمعجزات أسهل
__________________
(١) هو أحمد ابن الإمام موسى بن جعفر عليهمالسلام ، كان كريماً ، جليلاً ، ورعاً ، وكان الإمام عليهالسلام يحبّه ويقدّمه ، ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ، ويقال : إنّ أحمد أعتق ألف مملوك .
وهو المدفون بشيراز المسمّى بسيّد السادات ، والمعروف بـ «شاه چراغ» .
انظر : منتهى المقال ١ : ٣٥٥ / ٢٥٨ ، قاموس الرجال ١ : ٦٦٠ / ٦٠٨ ، روضات الجنّات ١ : ٤٢ / ٨.
(٢) لعلّه السري بن منصور الشيباني ، يكنّى أبا السرايا ، من الذين تمرّدوا على العباسيّين ، وكان أوّل أمره يكري الحمير ، وقوي حاله ، فجمع عصابة كان يقطع بها الطريق ، ثمّ لحق بيزيد بن مزيد الشيباني . . . واستولى على الكوفة وغيرها ، حتّى توالت عليه جيوش العباسيّين فقتلوه ، ونُصبت جثّته على جسر بغداد ، وذلك سنة ٢٠٠ هـ .
انظر : تاريخ الطبري ٨ : ٥٢٨ ، البداية والنهاية ١٠ : ٢٤٤ ، الأعلام ٣ : ٨٢ .
(٣) انظر : فِرَق الشيعة : ٨٨ .