رووه من أنّ القائم إنّما سمّي بذلك لأنّه يقوم بعد الموت (١) .
وهذه الفرقة بقسميها انقرضت أيضاً وزالت ولم يبق منهم أحد ، مع شذوذهم أوّلاً ، بحيث لم يُذكر فيهم عالم ولا أحد خاصّ معتمد عليه ، ولا كتاب ، ولا دليل ، بل نقل بعض الناس عن بعض سلفهم على سبيل الإجمال والحكاية : أنّ جماعة كانوا على هذا القول ، واللّه أعلم أنّ أصل وجودهم كان صدقاً أم لا ، بل لا يبعد كون أصل النقل من الأراجيف ، وهكذا حال أكثر سائر الفِرَق التي مضى بيان انقراضها ، والتي سنذكرها هاهنا ، فلا تغفل .
وأمّا الفرقة العاشرة : فهم الذين أقرّوا صريحاً بوفاة أبي محمّد الحسن عليهالسلام ، لكن قالوا بعده بإمامة أخيه جعفر المشهور بالكذّاب ، واعتلّوا في ذلك بالرواية عن الصادق عليهالسلام : «أنّ الإمام هو الذي لا يوجد منه ملجأ إلاّ إليه» (٢) ، قالوا : فلمّا لم نر للحسن عليهالسلام ولداً ظاهراً التجأنا إلى القول بإمامة جعفر أخيه (٣) .
ومنهم من رجع عن إمامة أبي محمّد عليهالسلام عند وفاته ؛ لتوهّم عدم الولد وقال بإمامة جعفر بعد أبيه (٤) .
ومنهم من ادَّعى النصّ من الحسن عليهالسلام لأخيه جعفر (٥) .
__________________
(١) فِرَق الشيعة ٩٦ ـ ٩٧ ، الفصول المختارة : ٣١٩ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٧٠ .
(٢) الفصول المختارة : ٣١٩ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) .
(٣) المصدر السابق .
(٤) الفصول المختارة : ٣١٩ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) ، فِرَق الشيعة : ١٠٠ .
(٥) فِرَق الشيعة : ٩٨ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٧١ .