أهل نحلته ، ومع هذا لا نبرئه عن التوهُّم هناك أيضاً ، فافهم .
وأما الفرقة الحادية عشرة فهم الذين قالوا بأنّ الإمامة بطلت بعد أبي محمّد الحسن عليهالسلام ، حيث لم يظهر له ولد ، وارتفعت الأئمّة ، وليس في أرض اللّه حجّة من آل محمّد عليهمالسلام ، وإنّما الحجّة الأخبار الواردة عن الأئمّة المتقدّمين عليهم ، وزعموا أنّ ذلك سائغ إذا غضب اللّه على العباد فجعله عقوبةً لهم (١) .
ومنهم : من أقرَّ بوجود الولد ، لكن قال : إنّه مات وسيجييء ، ويقوم بالسيف والعدل (٢) .
وهذه الفرقة قد زالت أيضاً بنوعيها وانقرضت بالكلّيّة ، لا سيّما حيث ظهرت فيما بعد آثار وجود القائم بن الحسن عليهماالسلام في عرض مدّة الغيبة الصغرى ، مع ظهور كون مبناها على أمر واضح البطلان ، وتوهّم ضعيف البنيان ، مخالف لما سيأتي في محلّه من دلالة صريح العقل والنقل على لزوم وجود الإمام والمعلّم ما دام التكليف .
وأمّا الفرقة الثانية عشرة : فهم الذين يقال لهم : الغُلاة ، وقد ذكرنا تقريباً فيما سبق في الفصل الثاني من هذا الباب (٣) أنّ حقيقة الغلوّ إنّما هي توصيف شخص بما ليس له ذلك ، ولا هو في تلك المرتبة ، حتّى أنّ من ذلك ادّعاء إمامة من ليس بإمام .
غير أنّ المقصود في هذا المقام بيان طوائف الذين غلوا في حقّ
__________________
(١) الفصول المختارة : ٣٢٠ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) .
(٢) الفصول المختارة : ٣٢١ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٢) .
(٣) راجع ص ١٠٣ ـ ١٠٤ .