بعضٍ من أئمّة الهدى عليهماالسلام أو غيرهم ، فأخرجوهم عن حدّ العبوديّة إلى حدّ الاُلوهيّة ، أو ادَّعوا لهم بعض خصائص النبوّة كنزول الوحي ، أو خصائص الربّ جلّ شأنه كالقول بتفويض الخلق والرزق إليهم ، أو افتروا على اللّه بالحلول فيهم ، أو الاتّحاد معهم ، أو نحو ذلك ممّا هو دائر على ألسنة كثير من ملاحدة الصوفيّة وأمثالهم الذين بنوا أساس عقائدهم على الآراء الظنّيّة والخيالات الهوائيّة ، كما مرّ نظيره في بعض أهل الملل السابقة والملاحدة الباطنية ، حتّى أنّهم قالوا صريحاً بسقوط العبادات وتحليل المحرَّمات وأمثال ذلك ممّا هو خلاف ضرورة الدين وما جاء به النبيّ صلىاللهعليهوآله بإجماع كافّة المسلمين ، وقالوا في النبيّ والأئمّة عليهمالسلام ما لم يقله أحد منهم لا لنفسه ولا لغيره ، بل قالوا في غيرهم أيضاً ما لم يتجرّأ بدعواه نبيّ ولا وصيّ .
وبالجملة : في هذه الفرقة طوائف عديدة ظاهرة الكفر واضحة البطلان ، بحيث لا حاجة إلى الإطالة بالبيان ، من أراد تفصيل الحال وغاية كشف بطلان المقال ، فليرجع إلى كتب السير والرجال .
فمنهم السبائيّة : أصحاب عبداللّه بن سبأ (١) اليهودي الذي قال في
__________________
(١) هو عبداللّه بن سبأ ، رأس الطائفة السبئية ، كانت تقول باُلوهيّة عليّ عليهالسلام . أصله من اليمن ، رحل إلى الحجاز ، فالبصرة ، فالكوفة ، مات سنة ٤٠ هـ .
انظر : البدء والتاريخ ٥ : ١٢٩ ، لسان الميزان ٤ : ٢٢ / ٤٦١٨ ، تهذيب تاريخ مدينة دمشق الكبير ٧ : ٤٣١ ، والأعلام ٤ : ٨٨ .
في حاشية « س » و«ش» ورد : قد كان ابن سبأ هذا أوّل من شهر بالقول بفرض إمامة عليّ عليهالسلام ، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وكفرهم ، ومن هاهنا قال بعض مخالفي الشيعة : إنّ أصل التشيّع والرفض مأخوذ من اليهودية ، ثمّ غلا في عليّ عليهالسلام ، فأحرقه بالنار كما يدلّ عليه بعض الأخبار . منه عفي عنه .