في تكفير القائل بهذا (١) ، كما سيظهر .
وبالجملة : اشتراك طوائف هذه الفرقة فيما هو خلاف ضرورة (٢) الدين ، لا سيّما دعوى سقوط ما جاء به سيّد المرسلين ممّا لا شكّ فيه ، فافهم .
المطلب الثالث :
في بيان الفرقة الموجودة التي بيّنّا سابقاً أنّها هي من النوع الثاني من القسم الثاني الذي سبق ذكره ، أي : الذين خالفوا ـ كما مرّ ـ جميع ما ذُكر من الفِرَق كلّها لا سيّما الموجودة منها ، بحيث لا توجد فرقة واحدة من فِرَق الاُمّة تشاركها في أصل أساس دينها ، أعني : الذين يقال لهم اليوم : الشيعة الإماميّة الاثنا عشريّة ، واشتهروا بذلك (٣) عند المخالف والمؤالف .
أمّا تسميتهم بالشيعة ؛ فلأنّهم يعتقدون ـ كما مرّ ويأتي ـ وجوب موالاة عليّ عليهالسلام ومشايعته من كلّ وجه ، وعلى أيّ حال ، بمعنى : أنّه لم يزل من حين وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله يجب التمسك بعليّ عليهالسلام ومتابعته في كلّ شيء ، ولم يجز مخالفته مطلقاً وإن اتّفق كلّ الصحابة على خلافه ؛ ولهذا يوجبون التبرّي من كلّ من خالفه وعانده ، لا سيّما من عاداه ومن حاربه ، وهكذا حال سائر أئمّتهم المعلومين عندهم .
وأمّا تسميتهم بالإماميّة ؛ فلاعتقادهم لزوم وجود إمام معصوم
__________________
(١) تصحيح الاعتقاد : ١٣٤ (ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ، ج ٥) ، ورد فيه اختصاراً ، وانظر تفصيله في : بحار الأنوار ٢٥ : ٣٤٥ .
(٢) في « م » : «ضروريّ» .
(٣) في « م » : «واشتهر هذا» .