والصفات والعدل والمعاد ، وسائر ما يتعلّق بوجود الواجب بالذات ، وكذا في كلّ ما يتعلّق بعباده من الأنبياء والأوصياء وسائر المخلوقات ، وكذلك فيما يتعلّق بأحكامه وأوامره ونواهيه و (١) سائر الأحكام والأخلاق والمعاصي والقربات) (٢) من غير حاجة لنا ، بل من غير أن يكون جائزاً علينا أن نتشبّث بما تشبّث به غيرنا ممّا حصل به عندهم ما مرّ من الاختلافات (٣) ، وإنّ هذا هو مناط تفرّدنا عن غيرنا من سائر أصحاب المقالات .
(وهذا هو مراد شارح المواقف ، حيث قال : إنّ طائفة من العلماء ذهبوا إلى أنّه يجب أخذ اُصول الدين وفروعه من أصحاب العصمة ، وإلى أنّه لا يستقلّ العقل بتحصيلها كما ينبغي ، وقد صرّح بمثله شارح المقاصد (٤) أيضاً . وفيهما ما لا يخفى من المناداة بتكذيب من ادّعى كون هذا المذهب من الحادثات ، كما سيأتي في محلّه ، فتدبر) (٥) .
ولنشر أيضاً إلى جملة من العقائد التي تفرّدت بها هذه الطائفة ببركة التمسّك بأصحاب العصمة .
فاعلم أنّ الذي هو خلاصة مذهب هذه الطائفة في معرفة اللّه عزوجل واكتساب العلم بالذات والتوحيد والصفات أنّ إدراك حقيقة الذات المقدّسة ، والعلم بكنه صفاته الذاتيّة ـ التي سيظهر أنّها عين الذات ـ ممّا لا مطمع فيه للملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين ، فضلاً عن غيرهم ، كما
__________________
(١) في «ش» : زيادة : «من» .
(٢) ما بين القوسين مشطوب عليه في «س» .
(٣) في «م» : «الاختلاف» .
(٤) انظر شرح المواقف ٨ : ٣٥٠ ، شرح المقاصد ٥ : ٢٥٥ .
(٥) ما بين القوسين مشطوب عليه في «س» .