والهوى في الدين ، وكلاهما من فسدة أعمال المبطلين حتّى من السابقين ، ومن مذامّ صريح السنّة والقرآن ، بل ممّا عدّه اللّه تعالى من خطوات الشيطان ، وجعله من علائم البطلان في كلّ زمان .
ولنذكر هاهنا نبذاً من الآيات والروايات الدالّة على ذلك ، سوى ما مرّ ويأتي ، فإنّ جميعها لا يحصى ، ونذكر في ضمن ذلك أيضاً مجمل ما يدلّ على انحصار الحقّ فيما أنزل اللّه ، فإنّ لتفصيله محلاًّ آخَر .
قال اللّه عزوجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) (١) ، وصراحته في انحصار التكليف بالأخذ من اللّه ورسوله ـ الذي هو مقتضى الدخول في السلم دون غير ذلك ـ وأنّ ما سواه من خطوات الشيطان ، وكذا في تعميم الحكم بالنسبة إلى كلّ مؤمن ، كما هو مقتضى عدم جواز متابعة خطوات الشيطان أبداً ظاهرة على كلّ خبير بصير ، وستأتي في فصل الآيات أخبار في تفسير الآية ، بل غيرها أيضاً .
وقال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) (٢) ودلالته أيضاً على كون خطوات الشيطان ـ التي تبيّن أنّها ما سوى الأخذ من اللّه ورسوله ـ هي من الفحشاء والمنكر ظاهرة ، حتّى أنّ في أحاديث أهل البيت عليهمالسلام تصريحاً بتفسير الفحشاء والمنكر بمن ليس حكمه من اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله (٣) .
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ٢٠٨ .
(٢) سورة النور ٢٤ : ٢١ .
(٣) بصائر الدرجات ٥٤ / ٤ ، تفسير العيّاشي ٢ : ١٤٦ / ١٥٨٠ /٣٨ ، الكافي ١ : ٣٠٥ /٩ (باب من ادّعى الإمامة وليس لها بأهل) .