لا تطيع إلاّ إيّاه ، ولا تشرك في عبادتك له ما سواه ؛ ولهذا قالوا : بأنّ أكمل أهل المعرفة والتوحيد ، بل الموحّد الحقيقي إنّما هم (١) أرباب العصمة ، ثمّ خُلّص المؤمنين ، وذلك أيضاً على حسب ما سيأتي من تفاوت درجات الإيمان ، وتغاير مراتب الناس في العرفان .
وهذا هو عمدة أسباب ما قطعوا به من كون نبيّنا صلىاللهعليهوآله أفضل المخلوقين ؛ لما هو ثابت عندهم من كونه أوّل الخلق خلقةً وإطاعةً ، حيث فطره اللّه عزوجل قبل كلّ شيء من نور العظمة والمعرفة ؛ ولهذا لم يخالفه أبداً حتّى في ترك الأولى أيضاً ، ثمّ عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ لكونهما من نور واحد ، ثمّ الأئمّة المعصومين من ذرّيّتهما الأوصياء المعلومين ؛ لكونهم أيضاً من ذلك النور وتلك الخلقة ، ثمّ بقيّة اُولوا العزم من النبيّين ، ثمّ سائر المعصومين من الأنبياء والأوصياء والمرسلين والملائكة أجمعين ولو على تفاوت مبيّن ، ثمّ خُلّص سائر المؤمنين وهلمّ جرّاً بنحو ما أشرنا إليه مجملاً ويأتي مفصّلاً إلى ما هو أدنى المراتب .
ثمّ إنّ عندهم أنّ صفاته سبحانه على قسمين : سلبيّة ، كعدم الجسميّة مثلاً ، وثبوتيّة ، ككونه عالماً مثلاً .
والثبوتيّة على نوعين ؛ لأنّها إمّا إضافيّة محضة كالرازقيّة مثلاً ، وتسمّى صفات الفعل ، وإمّا حقيقيّة سواء كانت ذات إضافة ككونه عالماً وقادراً مثلاً ، أو لا كالحياة والبقاء ، وتسمّى الجميع صفات الذات .
ومجمل الفرق بينها وبين صفات الفعل : إنّ كلّ صفة وجوديّة يكون
__________________
(١) في النسخ : هو .