إنّه من زعم أنّ اللّه عزوجل زال من شيء إلى شيء فقد وصفه صفةَ مخلوق ، إنّ اللّه لا يستفزّه شيء ولا يغيّره » (١) .
وسيأتي إطلاقها أيضاً على تهيئة أسباب الفعل ، وعلى ما سيجيء من الخذلان ، وعلى بعض مراتب التقدير والكتابة في اللوح .
وقد تطلق ، وهي ما إذا كانت متعلّقة بأفعال نفسه بمعنى الإحداث والإيجاد في وقت تكون المصلحة فيه ، كما قال الكاظم عليهالسلام : « إنّ الإرادة من الخلق الضمير ، وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل ، وأمّا من اللّه فإرادته إحداثه لا غير ذلك ؛ لأنّه لا يُروّي ولا يَهمُّ ولا يتفكّر ، وهذه الصفات منفيّة عنه وهي صفات الخلق ، فإرادة اللّه الفعل لا غير ذلك » (٢) .
وقال الرضا عليهالسلام : « المشيئة والإرادة من صفات الأفعال ، فمن زعم أنّ اللّه لم يزل شائياً مريداً فليس بموحّد » (٣) ، الخبر .
وقال الصادق عليهالسلام : « العلم ليس هو المشيئة ، ألا ترى أنّك تقول : سأفعل كذا إن شاء اللّه ، ولا تقول : سأفعل كذا إن علم اللّه ، فقولك : إن شاء اللّه ، دليل على أنّه لم يشأ ، فإذا شاء كان الذي كما شاء ، وعِلْمُ اللّه سابق للمشيئة » (٤) ، الخبر .
ولهذا لم يعبأ بكلام المتكلّمين أرباب النصوص من علماء الإماميّة ،
__________________
(١) الكافي ١ : ٨٦ / ٥ (باب الإرادة أنّها من صفات الفعل وسائر صفات الفعل) ، التوحيد : ١٦٨ / ١ ، بحار الأنوار ٤ : ٦٤ ـ ٦٥ / ٥ ، وفيها بتفاوت يسير .
(٢) الكافي ١ : ٨٥ / ٣ (باب الإرادة أنّها من صفات الفعل وسائر صفات الفعل) ، التوحيد : ١٤٧ / ١٧ ، بحار الأنوار ٤ : ١٣٧ / ٤ .
(٣) التوحيد : ٣٣٧ ـ ٣٣٨ / ٥ ، بحار الأنوار ٤ : ١٤٥ / ١٨ ، نور البراهين ٢ : ٢٤٣ / ٥ .
(٤) الكافي ١ : ٨٥ / ٢ (باب الإرادة أنّها من صفات الفعل وسائر صفات الفعل) ، التوحيد : ١٤٦ / ١٦ ، بحار الأنوار ٤ : ١٤٤ / ١٥ .