وسيأتي أيضاً أنّ القضاء والقدر وأمثالهما أيضاً كذلك بمعانيها المتعدّدة .
وأمّا صفات الذات كالقدرة والعلم والحياة وأمثالها ممّا لا اتّصاف للذات المقدّسة بضدّه ، فلا شكّ عندهم ـ كما هو مفاد متواتر أخبارهم ـ أنّها عين الذات ، لكن لا بالمعنى المفهوم بادئ الرأي ، بل بمعنى أنّه يترتّب على مجرّد الذات (البسيطة ما يترتّب على الذات) (١) والوصف في غيره تعالى مثل أن (يقولوا : إنّه) (٢) تعالى قادر بذاته بلا صفة زائدة ، ولا كيفيّة حادثة ، وبلا آلة ، أي : ذاته البسيطة كافية في إيجاد كلّ معدوم ، وإعدام كلّ موجود ، وفعل كلّ شيء كائناً ما كان على حسب إرادته واختياره ، بحيث لا يتطرّق إلى ساحة كمال قدرته شائبة العجز مطلقاً .
قالوا : وأمّا عدم تعلّق القدرة بالممتنع ، فإنّما هو لقصور الممتنع عن التكيّف بكيفيّة الوجود ـ مثلاً ـ لا غير ، ولهذا لمّا قيل للصادق عليهالسلام : هل يقدر ربّك أن يُدخل الدنيا في بيضة من غير أن يكبّر البيضة ولا يصغّر الدنيا ؟ قال : « إنّ اللّه عزوجل لا ينسب إلى العجز ، والذي سألتني لا يكون » (٣) .
وكذا يقولون : إنّه تعالى عالم بذاته بلا صفة زائدة ، ولا كيفيّة حادثة ، وبلا آلة ، ولا حدوث صورة ولا غير ذلك ، أي : ذاته البسيطة كافية في الاطّلاع على جميع الاُمور جزئيّاتها وكلّيّاتها ، بحيث لا يجهل شيئاً أصلاً ، ولا يتغيّر علمه بتفاوت ـ مثلاً ـ بالنسبة إلى ما كان أو يكون ، أو لغير ذلك
__________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في «ن» .
(٢) بدل ما بين القوسين في « م » : «يقول : إنّ اللّه» .
(٣) التوحيد : ١٣٠ / ٩ ، بحار الأنوار ٤ : ١٤٣ / ١٠ ، نور البراهين ١ : ٣٣٢ / ٩ .