ولهذا يوجد منهم في كلّ متشابه سألوهم عنه ما هو من أجلّ التأويلات .
فمن ذلك ما يظهر من بعض الأخبار من تأويل ما يدلّ على الرؤية برؤية القلب ، أي : كمال المعرفة واليقين ، أو رؤية ثوابه وعظمة صنائعه ، كما في الحديث أنّ الصادق عليهالسلام سئل عن قوله : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) (١) فقال : « إنّما المراد إلى ثواب ربّها » (٢) .
وعن عليّ عليهالسلام أنّه قال : « إنّ المعنى منتظرة لثواب ربّها » (٣) .
وقيل لأبي محمّد العسكري عليهالسلام : هل رأى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ربّه ؟ فقال : « إنّ اللّه تعالى أرى رسوله صلىاللهعليهوآله بقلبه من نور عظمته ما أحبّ » (٤) .
وقيل لعليّ عليهالسلام : يا أمير المؤمنين ، هل رأيت ربّك حين عبدته ؟ فقال : « ويلك ! ما كنت أعبد ربّاً لم أره » ، فقيل له : وكيف رأيته ؟ فقال : « ويلك ، لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان » (٥) .
هذا هو خلاصة مذهب الإماميّة في باب التوحيد ، ومعرفة الذات والصفات على نحو ما ورد عن أئمّتهم عليهمالسلام في متواتر الروايات .
فأمّا ما نُسب إلى بعضٍ من الإماميّة ، بل من أصحاب الأئمّة عليهمالسلام
__________________
(١) سورة القيامة ٧٥ : ٢٢ ـ ٢٣ .
(٢) انظر : التوحيد ١١٦ / ١٩ ، وفيه عن الرضا عليهالسلام .
(٣) مجمع البيان ٥ : ٣٩٨ .
(٤) الكافي ١ : ٧٤ / ١ (باب في إبطال الرؤية) ، التوحيد : ١٠٨ / ٢ ، بحار الأنوار ٤ : ٤٣ / ٢١ ، الفصول المهمّة ١ : ١٧٧ ـ ١٧٨ / ١٢٢ .
(٥) الكافي ١ : ٧٦ / ٦ (باب في إبطال الرؤية) ، التوحيد : ١٠٩ / ٦ ، بحار الأنوار ٤ : ٤٤ / ٢٣ ، الفصول المهمّة ١ : ١٨٠ / ١٢٦ .