وبالجملة : ورود هذه الأشياء بهذه المعاني (ثابت مسلّم) (١) عند الإماميّة بنصوص الأئمّة من أهل البيت عليهمالسلام ، حتّى أنّه ورد إطلاق الإذن أيضاً على ما هو بمعنى الأمر ، والعلم والإعلام ، والتوفيق والتيسير ، وبعض مراتب التقدير ونحو ذلك .
وظاهر أنّ جملة تلك المعاني التي لها مناسبة وتعلّق بالاُمور التكليفيّة التي هي بالنسبة إلى أفعال العباد ممّا لا تستلزم الجبر .
أمّا ما بمعنى العلم ومراتب التقدير ، فقد بيّنّا آنفاً عدم كون علم اللّه وتقديره علّةً للفعل ، كما إذا علم المولى فرار عبد له فكتب ذلك في موضع ، كما علم مفصّلاً أو مجملاً ، فلا يقول أحد : كان هذا العلم والكتابة سبباً لفراره ، سيّما إذا لم يعلم به العبد ، ومنه يظهر عدم منافاة ما هو بمعنى البيان والإعلام ، بل الأمر أيضاً ؛ إذ كثيراً ما يأمر المولى ويبيّن ، والعبد لا يسمع ولا يأتمر .
ومن الواضحات أنّ اللّه قضى في أفعال العباد الحسنة بالأمر بها ، وفي أفعالهم القبيحة بالنهي عنها ، كما أنّه قضى في أنفسهم بالخلق لها وفيما فعله هو فيهم بالإيجاد له .
وأمّا ما بمعنى الحكم ونحوه ، فهو أيضاً ممّا له معنى مناسب ، حتّى أنّه يمكن تعميم ما ورد بمعنى الخلق أيضاً حتّى يشمل التقدير ، كما أشرنا سابقاً .
ولنذكر هاهنا بعض الأخبار ممّا يتّضح منها ما ذكرناه ، بحيث لا يبقى غبار على ما نحن فيه عند أهل الاستبصار .
__________________
(١) بدل ما بين القوسين في النسخ المعتمدة : «ثابتة مسلّمة» . والظاهر أنّ ما أثبتناه هو الصحيح .