قيل للرضا عليهالسلام : هل للّه عزوجل مشيئة وإرادة في أفعال العباد ؟
فقال : « أمّا الطاعات فإرادة اللّه عزوجل ومشيئته فيها الأمر بها والرضا لها والمعاونة عليها ، وإرادته ومشيئته في المعاصي النهي عنها والسخط لها والخذلان عليها » .
قيل : فهل للّه عزوجل فيها القضاء ؟
قال : « نعم ، ما من فعل يفعله العباد من خير أو شرّ إلاّ وللّه فيه قضاء » .
قيل : فما معنى هذا القضاء ؟
قال : « الحكم عليهم بما يستحقّونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة » (١) .
أقول : كلامه عليهالسلام هاهنا في الإرادة شاهد لما ذكرناه من أنّه قد يراد بها الخذلان بالنسبة إلى العصيان .
وسئل عليّ عليهالسلام عن القضاء والقدر ، فقال : « لا تقولوا : وكلهم اللّه إلى أنفسهم فتوهنوه ، ولا تقولوا : أجبرهم (٢) على المعاصي فتظلموه ، ولكن قولوا : الخير بتوفيق اللّه ، والشرّ بخذلان اللّه ، وكلّ سابق في علم اللّه » (٣) .
وقد روى جماعة من المؤالف والمخالف منهم : ابن أبي الحديد من كتاب «الغرر» لشيخه أبي الحسين (٤) ، عن الأصبغ بن نباتة ، ومنهم محمّد
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٢٤ / ١٧ ، الاحتجاج ٢ : ٣٩٨ / ٣٠٤ .
(٢) في بحار الأنوار وفي «ش» : «جبرهم» .
(٣) الاحتجاج ١ : ٤٩٢ ـ ٤٩٣ / ١٢٢ ، بحار الأنوار ٥ : ٩٥ / ١٦ .
(٤) هو أبو الحسين محمّد بن عليّ بن الطيّب البصري المتكلّم على مذهب المعتزلة ، له من التصانيف : المعتمد ـ في اُصول الفقه ـ ، تصفّح الأدلّة ، وغرر الأدلّة ، شرح