وشهداء (١) الزور والبهتان ، وأهل العمى (٢) والطغيان ، وهم قدريّة هذه الاُمّة ومجوسها ، يا شيخ ، إنّ اللّه تعالى أمر تخييراً ، ونهى تحذيراً ، وكلّف يسيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، ولم يعص مغلوباً ، ولم يطع مكرهاً ، ولم يرسل الرسل عبثاً ، ولم يخلق السماوات والأرضين وما بينهما باطلاً ، ذلك ظنّ الذين كفروا ، فويل للّذين كفروا من النار » .
فقال الشيخ : فما القضاء والقدر اللّذان ما سرنا إلاّ بهما ؟
قال : « الأمر من اللّه ، والحكم بالطاعة ، والنهي عن المعصية ، والتمكين من فعل الحسنة وترك المعصية ، والمعونة على القربة إليه ، والخذلان لمن عصاه ، والوعد والوعيد ، والترغيب والترهيب ، كلّ ذلك قضاء اللّه في أفعالنا ، وقدره لأعمالنا ، أمّا غير ذلك فلا تظنّه ، فإنّ الظنّ له محبط للأعمال » ، ثمّ تلا قوله تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ) (٣) ، الآية .
فنهض الرجل مسروراً وقال : فرّجت عنّي يا أمير المؤمنين فرّج اللّه عنك ، ثمّ شرع يقول هذا الشعر :
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته |
|
يوم النشور من الرحمن رضواناً |
أوضحت من ديننا ما كان ملتبساً |
|
جزاك ربّك عنّا فيه إحساناً |
إلى آخر الأبيات (٤) .
__________________
(١) في «ش» : «شهود» ، وفي الهامش نسخة بدل : «شهداء» .
(٢) في «ش» : «أهل الغي» .
(١٣) سورة الإسراء ١٧ : ٢٣ .
(٤) الكافي ١ : ١١٩ / ١ (باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين) ، التوحيد : ٣٨٠ / ٢٨ ، تحف العقول : ٤٦٨ ، كنز الفوائد ١: ٣٦٣ ، بحار الأنوار ٥ : ١٢ / ١٩ ، شرح نهج البلاغة