وهذا الخبر ممّا نقص منه (بعض من رواه) (١) بعض الكلمات ، ونحن ذكرناه تماماً بجمع جميع ما ورد فيه .
وقد روى هشام بن الحكم أنّ زنديقاً دخل على أبي عبداللّه الصادق عليهالسلام فسأله عن مسائل في التوحيد ، وذكر السؤال والجواب بما هو صريح في أنّ ما ذكرناه من نسبة القول بالتشبيه إلى هشام كان تهمةً وتوهّماً ، إلى أن قال : فقال الزنديق : أخبرني عن اللّه كيف لم يخلق الخلق كلّهم مطيعين موحّدين وكان على ذلك قادراً ؟
فقال عليهالسلام : « لو خلقهم مطيعين لم يكن لهم ثواب ؛ لأنّ الطاعة إذا لم تكن فعلهم لم تكن جنّة ولا نار ، ولكن خلق خلقه فأمرهم بطاعته ، ونهاهم عن معصيته ، واحتجّ عليهم برسله ، وقطع عذرهم بكتبه ؛ ليكونوا هم الذين يطيعون ويعصون ويستوجبون بطاعتهم له الثواب وبمعصيتهم إيّاه العقاب » .
قال : فالعمل الصالح من العبد هو فعله ، والعمل الشرّ من العبد هو فعله ؟
قال : « العمل الصالح من العبد يفعله واللّه به أمره ، والعمل الشرّ من العبد يفعله واللّه عنه نهاه » .
قال : أليس فعله بالآلة التي ركبها فيه ؟
قال : « نعم ، ولكن بالآلة التي عمل بها الخير قدر بها على الشرّ الذي نهاه عنه » .
__________________
لابن أبي الحديد ١٨ : ٢٢٧ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٥١٢ ، كنز العمال ١ : ٣٤٤ / ١٥٦٠ .
(١) ما بين القوسين لم يرد في « ن » .