الراوي : ثمّ قال عليّ عليهالسلام : «ولهذا يهلك فيّ رجلان : محبّ يقرظني بما ليس فيّ ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني » (١) .
وذلك لأنّ النصارى إنّما قالوا في عيسى عليهالسلام : إنّه إله ، وابن إله ، ونحو ذلك ممّا هو داخل في الغلوّ ، كما قيل مثله في عليّ عليهالسلام أيضاً ، وأين هذا من المعنى الذي ذكره ذلك الرجل ؟ وممّا ينادي بما ذكرناه أنّ عليّاً عليهالسلام قال في آخر قوله هذا ـ على ما في بعض الروايات ـ : « ألا إنّي لست بنبيّ ولا يوحى إليّ » (٢) ، الخبر ، فلا تغفل .
ثمّ إنّ الإيمان عند أهل العرفان لا يكون إلاّ بتصديق إمام الزمان ، نبيّاً كان أو وصيّاً ، كما هو معنى قوله صلىاللهعليهوآله : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة » (٣) إلاّ أنّ له مراتب كثيرة بحسب القوّة والضعف علماً ، والنقص والكمال عملاً إلى أن ينتهي إلى ما صرّح به عليّ عليهالسلام ، حيث قال : « لو كُشف الغِطاء ما ازددتُ يقيناً » (٤) ، وفي صريح روايات الأئمّة السادات :
__________________
(١) فضائل عليّ بن أبي طالب لأحمد بن حنبل : ١٤٤ / ٢٠٩ ، المسند لأحمد بن حنبل ١ : ٢٥٨ / ١٢٧٩ ، العمدة لابن البطريق : ٢١٠ / ٣٢٣ ، المناقب لابن المغازلي : ٧١ / ١٠٤ ، بتفاوت يسير فيها .
(٢) العمدة لابن البطريق: ٢١١ / ٣٢٤، المسند لأحمد بن حنبل ١: ٢٥٨ / ١٣٨٠ .
(٣) كمال الدين : ٤٠٩ / ٩ ، بحار الأنوار ٥١ : ١٦٠ / ٧ ، وفيهما عن أبي محمّد الحسن ابن عليّ . . . عن آبائه عليهمالسلام ، نفحات اللاهوت للكركي : ٤١ و٥٠ ، شرح المقاصد للتفتازاني ٥ : ٢٣٩ .
(٤) المناقب لابن شهرآشوب ٢ : ٤٧ ، الطرائف لابن طاووس ٢ : ٢٣٢ ، الفضائل لابن شاذان : ٣٨٤ / ١٦٢ ، شرح المائة كلمة للبحراني : ٥٢ ، عيون الحكم : ٤١٥ / ٧٠٥٩ ، الصراط المستقيم ١ : ٢٣٠ ، نهج الايمان : ٢٦٩ ، المناقب للخوارزمي : ٣٧٥ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٧ : ٢٥٣ ، و١٠ : ١٤٢ ، و١١ : ١٧٩ ، جواهر المطالب للباعوني ٢ : ١٥٠ / ٦٠ .