النبيّ صلىاللهعليهوآله يقول : «إنّ اللّه لا ينتزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعاً ، ولكن ينتزعه مع قبض العلماء بعلمهم ، فيبقى ناس جهّال يُستفتون فَيُفتون برأيهم فيُضلّون ويَضلّون» ، قال عروة : فحدّثت به عائشة ، فقالت لي : انطلق إلى عبداللّه فاستثبت لي منه الذي حدّثتني به عنه ، فجئته فسألته فحدّثني به كنحو ما حدّثني به ، فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت ، فقالت : واللّه ، لقد حفظ عبداللّه بن عمرو (١) .
وروى السيوطي في جامعه : عن كتاب أبي يعلى (٢) ، عن أبي هريرة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «تعمل هذه الاُمّة بُرهةً بكتاب اللّه ، ثمّ تعمل بُرهةً بسنّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، ثمّ تعمل بالرأي ، فقد ضلّوا وأضلّوا» (٣) .
__________________
بن الزبير ، ابن عمّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله صفية ، وكان أعلم الناس بحديث عائشة خالته ، وتفقّه بها ، سمع عن ابن عبّاس وأبي حميد الساعدي وأبي هريرة وغيرهم ، روى عنه الزهري وعطاء وابن أبي مليكة وغيرهم .
واختلف في ولادته ووفاته على أقوال منها : أنّه ولد سنة ٢٩ هـ ، ومات سنة ٩٤ هـ .
انظر : الطبقات لابن سعد ٥ : ١٧٨ ، طبقات خليفة : ٤٢٠ / ٢٠٦٦ ، الجرح والتعديل ٦ : ٣٩٥ / ٢٢٠٧ ، الثقات ٥ : ١٩٤ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ : ٣٣١ / ٤٠٥ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٢١ / ١٦٨ ، العبر ١ : ٨٢ .
(١) صحيح البخاري ٩ : ١٢٣ .
(٢) هو أحمد بن عليّ بن المثنّى التميمي ، يكنّى أبا يعلى الموصلي ، الحافظ ، محدّث الموصل ، سمع من جماعة منهم : أحمد بن حنبل ، وعليّ بن الجعد ، ويحيى بن معين ، وغسّان بن الربيع وغيرهم ، وحدّث عنه : ابن حبّان ، وأبو عليّ النيسابوري ، وحمزة بن محمّد الكناني وغيرهم ، له كتب منها : المسند الكبير ومعجم الشيوخ ، ولد سنة ٢٠١ هـ ، ومات سنة ٣٠٧ هـ .
انظر : الثقات ٨ : ٥٥ ، سير أعلام النبلاء ١٤ : ١٧٤ /١٠٠ ، العبر ١ : ٤٥١ ، تذكرة الحفّاظ ٢ : ١٩٩ / ٧٢٦ ، طبقات الحفّاظ : ٣٠٩ / ٧٠١ .
(٣) مسند أبي يعلى ١٠ : ٢٤٠ / ٥٨٥٦ ، جامع الأحاديث ٤ : ٩٨ / ١٠٤٢٤ .