وكذا قوله صلىاللهعليهوآله ، كما في صحيح أبي داوُد : عن بريدة (١) ، عنه صلىاللهعليهوآله : «إنّ من البيان لسحراً ، وإنّ من العلم لجهلاً» (٢) ، الخبر .
وبالجملة : أمثال هذه الأخبار الدالّة على المقصود ضمناً ممّا لا تحصى ، وقد مرّ بعض ويأتي بعض في المواضع المناسبة ، لكن لا حاجة لنا إلى زيادة إطالة الكلام للاستدلال بها ؛ لكفاية الأدلّة الصريحة ، وقد ذكرنا منها أيضاً ما به الكفاية ، لكن نذكر أيضاً الآن ما يتّضح به غاية الاتّضاح :
ففي خطب أمير المؤمنين عليهالسلام التي تنادي عباراتها على كونها كلامه ، فضلاً عن الإسناد :
قوله عليهالسلام : «إنّما بَدْءُ وقوع الفتن أهواء تُتّبع ، وأحكامُ تُبتدع يُخالف فيها كتاب اللّه» (٣) ، الخبر ، وقد مرّ في الفصول السابقة .
وفيها قوله عليهالسلام : «اللّهمّ إنّا نعوذ بك أن نذهب عن قولك ، أو نُفتتن عن دينك ، أو تتابع بنا أهواؤنا دون الهدى الذي جاء من عندك» (٤) .
وفيها قوله عليهالسلام : «لا تركنوا إلى جهالتكم (٥) ، ولا تنقادوا لأهوائكم فإنّ النازل بهذا المنزل نازل بشفا جرف هارٍ ، ينقل الردى على ظهره من
__________________
(١) بريدة بن الحُصيب ـ أو الخضيب ـ بن عبداللّه بن الحارث الأسلمي ، يكنّى أبا عبداللّه ، وقد أسلم هو ومن معه قبل بدر ، وكان من جملة المنكرين على أبي بكر تقمّصه الخلافة ، مات سنة ٦٢ هـ وقبره بمرو .
انظر : رجال البرقي : ٦٥ ، رجال الكشّي : ١٠٧ / ٧٨ و١١٧ / ٩٤ ، منتهى المقال ٢ : ١٣٦ / ٤٣٧ ، تنقيح المقال ١ : ١٦٦ / ١٢٦١ ، الطبقات لابن سعد ٤ : ٢٤١ ، أُسد الغابة ١ : ٢٠٩ / ٣٩٨ ، العبر ١ : ٤٨ .
(٢) سنن أبي داوُد ٤ : ٣٠٣ / ٥٠١٢ .
(٣) نهج البلاغة : ٨٨ ، الخطبة ٥٠ .
(٤) نهج البلاغة : ٣٣٢ ، الخطبة ٢١٥ .
(٥) في «ش» : جهّالكم .